حكم دعاء اصحاب القبور وطلب الرزق من الاموات

حكم دعاء اصحاب القبور وطلب الرزق من الاموات

المقدمة:

إن قضية الاستغاثة بأصحاب القبور وطلب الرزق منهم من الأمور الشائكة التي انتشرت بين الناس في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى انحراف كثير من المسلمين عن عقيدة التوحيد الخالصة، لذا كان من الضروري إيضاح الحكم الشرعي في هذه المسألة، وتبيين الأدلة من الكتاب والسنة التي تدل على عدم جواز الدعاء لأصحاب القبور أو طلب الرزق منهم.

أولاً: تعريف الدعاء لأصحاب القبور وطلب الرزق منهم:

الدعاء لأصحاب القبور هو توجيه الخطاب للميتين والدعاء لهم أو طلب الرزق منهم أو الشفاعة منهم، أما طلب الرزق من الأموات فهو اللجوء إليهم والاعتماد عليهم في قضاء الحاجات وتفريج الكروب.

ثانياً: الأدلة الشرعية على عدم جواز الدعاء لأصحاب القبور وطلب الرزق منهم:

1- قال الله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) [يونس: 106].

2- قال الله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18].

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة” [رواه مسلم].

ثالثاً: حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق منهم:

1- إن دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق منهم شرك أكبر يخرج صاحبه من الملة، لأن الشرك هو عبادة غير الله تعالى، والدعاء من العبادة، وقد قال الله تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَلَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ۚ إِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [المؤمنون: 117].

2- إن طلب الرزق من الأموات شرك أصغر يقع فيه كثير من المسلمين، وهو وإن لم يخرج صاحبه من الملة، إلا أنه من الكبائر التي نهى الله تعالى عنها، وقد قال الله تعالى: (وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ إِلْحَافًا) [النساء: 32].

3- إن الاستغاثة بأصحاب القبور وطلب الرزق منهم من مظاهر الجهل والضلال، لأن الأموات لا يقدرون على جلب النفع أو دفع الضر، وقد قال الله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9].

رابعاً: البدائل الشرعية لدعاء أصحاب القبور وطلب الرزق منهم:

1- الدعاء لله تعالى وحده، فهو وحده القادر على قضاء الحاجات وتفريج الكروب، وقد قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].

2- التوكل على الله تعالى وحده، فهو وحده المتكفل برزق العباد، وقد قال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) [الفرقان: 58].

3- السعي في الأرض وطلب الرزق من خلال العمل المشروع، وقد قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) [الملك: 15].

خامساً: آثار دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق منهم:

1- الوقوع في الشرك الأكبر أو الأصغر، وهذا من أخطر الذنوب التي نهى الله تعالى عنها.

2- الحرمان من رحمة الله تعالى، لأن الشرك من الكبائر التي توجب غضب الله تعالى.

3- سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، لأن الشرك من الذنوب التي لا تغفر إلا بالتوبة النصوح.

سادساً: نصائح وتوجيهات:

1- يجب على المسلم أن يتجنب دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق منهم، وأن يحرص على الدعاء لله تعالى وحده.

2- يجب على المسلم أن يتوكل على الله تعالى وحده، وأن يسعى في الأرض ويطلب الرزق من خلال العمل المشروع.

3- يجب على المسلم أن يتعلم عقيدة التوحيد الصحيحة، وأن يبتعد عن مظاهر الشرك والضلال.

الخاتمة:

إن دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق منهم من الأمور الشركية التي نهى الله تعالى عنها، والتي توجب غضب الله تعالى وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، لذلك يجب على المسلم أن يتجنب هذه الأمور وأن يحرص على الدعاء لله تعالى وحده والت

أضف تعليق