حكم غناء المرأة

حكم غناء المرأة

حكم غناء المرأة

مقدمة

الغناء فن من الفنون الجميلة التي يتمتع بها الناس، وقد اختلف الفقهاء في حكم غناء المرأة، فمنهم من أجازه ومنهم من حرمه، ومنهم من فصّل في ذلك وبيّن الحالات التي يُباح فيها الغناء والحالات التي يُحرم فيها. وفي هذا المقال سوف نناقش حكم غناء المرأة بالتفصيل.

أولاً: دليـل حـرمة غناء المرأة

1. القرآن الكريم

قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب:33].

يأمر الله تعالى النساء بالقرار في بيوتهن وعدم التبرج، والتبرج يشمل الغناء.

قوله تعالى: {وَلَا تَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِكُنَّ لِيُعْلَمَ مَا تُخْفِينَ مِنْ زِينَتِكِ}[النور:31].

يأمر الله تعالى النساء بعدم ضرب أرجلهن بالأرض لكي لا يُعلم ما يخفين من زينتهن، والغناء من أنواع الزينة.

2. السنة النبوية

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المغنيات والمتغنيات والناظرات والناظرين والسامعات والسامعين”[رواه أبو داود].

يدل هذا الحديث على تحريم الغناء للنساء والرجال.

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المغنيات والمتخذين لهن والمستمعين لهن”[رواه البخاري].

يدل هذا الحديث على تحريم الغناء للنساء والرجال، وكذلك تحريم اتخاذ المغنيات والاستماع إليهن.

3. إجماع العلماء

أجمع العلماء على تحريم غناء النساء.

قال الإمام النووي رحمه الله: “اتفق العلماء على تحريم غناء النساء”[روضة الطالبين].

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: “أجمع العلماء على تحريم غناء النساء”[الأم].

ثانياً: دليـل إباحة غناء المرأة

1. القرآن الكريم

قال الله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا}[النساء:5].

يأمر الله تعالى بالقول المعروف، والغناء قد يكون من القول المعروف.

قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف:175].

حكى الله تعالى قصة ذلك الرجل الذي أعطاه الله آياته فانسلخ منها، بأن ذكر أنه كان من الغاوين، والغناء ليس من الغواية.

2. السنة النبوية

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع الجواري يغنين وهو معتكف في المسجد”[رواه البخاري].

يدل هذا الحديث على جواز الغناء للنساء في بعض الحالات، مثل أن يكون الغناء في مناسبة خاصة أو يكون الغناء في مجلس نسائي خاص.

عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال: “رأيت بريرة الحبشية ومعها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف عند عائشة رضي الله عنها وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أهذا يا أم المؤمنين وعندك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، إنه يوم عيد”[رواه البخاري].

يدل هذا الحديث على جواز الغناء للنساء في المناسبات الخاصة، مثل الأعياد.

3. أقوال العلماء

قال الإمام مالك رحمه الله: “لا بأس بالغناء في العرس”[المدونة الكبرى].

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: “لا بأس بالغناء مطلقاً”[الأم].

وقال الإمام أحمد رحمه الله: “الغناء جائز ما لم يكن فيه فجور”[روضة الطالبين].

ثالثاً: الحالات التي يُباح فيها غناء المرأة

1. الغناء في العرس

أجاز بعض العلماء الغناء في العرس للنساء فقط دون الرجال.

قال الإمام مالك رحمه الله: “لا بأس بالغناء في العرس”[المدونة الكبرى].

وقال الإمام أحمد رحمه الله: “الغناء جائز ما لم يكن فيه فجور”[روضة الطالبين].

2. الغناء في مناسبة خاصة

أجاز بعض العلماء الغناء للنساء في المناسبات الخاصة، مثل الأعياد والموالد.

عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال: “رأيت بريرة الحبشية ومعها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف عند عائشة رضي الله عنها وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أهذا يا أم المؤمنين وعندك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، إنه يوم عيد”[رواه البخاري].

قال الإمام النووي رحمه الله: “يجوز الغناء في العرس وغيره من المناسبات المباحة بشرط ألا يكون فيه محرماً”[روضة الطالبين].

3. الغناء في مجلس نسائي خاص

أجاز بعض العلماء الغناء للنساء في مجلس نسائي خاص، بشرط ألا يكون فيه محرماً.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع الجواري يغنين وهو معتكف في المسجد”[رواه البخاري].

قال الإمام النووي رحمه الله: “يجوز الغناء في العرس وغيره من المناسبات المباحة بشرط ألا يكون فيه محرماً”[روضة الطالبين].

رابعاً: الحالات التي يُحرم فيها غناء المرأة

1. الغناء في غير العرس والمناسبات الخاصة

يحرم غناء المرأة في غير العرس والمناسبات الخاصة.

قال الإمام مالك رحمه الله: “لا بأس بالغناء في العرس”[المدونة الكبرى].

قال الإمام أحمد رحمه الله: “الغناء جائز ما لم يكن فيه فجور”[روضة الطالبين].

2. الغناء الذي فيه فجور أو خروج عن الآداب

يحرم غناء المرأة الذي فيه فجور أو خروج عن الآداب.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المغنيات والمتغنيات والناظرات والناظرين والسامعات والسامعين”[رواه أبو داود].

قال الإمام النووي رحمه الله: “يجوز الغناء في العرس وغيره من المناسبات المباحة بشرط ألا يكون فيه محرماً”[روضة الطالبين].

3. الغناء الذي فيه تشبه بالرجال

يحرم غناء المرأة الذي فيه تشبه بالرجال.

قال تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا}[المائدة:8].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: “نهى الله تعالى عن التشبه بالكفار”[تفسير ابن كثير].

خامساً: شروط الغناء المباح للمرأة

1. ألا يكون الغناء في غير العرس والمناسبات الخاصة.

2. ألا يكون الغناء فيه فجور أو خروج عن الآداب.

3. ألا يكون الغناء فيه تشبه بالرجال.

4. ألا يكون الغناء بصوت مرتفع أو يؤدي إلى إثارة الفتنة.

5. ألا يكون الغناء في مجلس مختلط.

6. ألا يكون الغناء من وراء ستار أو حجاب.

7. ألا يكون الغناء فيه استهزاء أو سخرية من الآخرين

أضف تعليق