دليل الاغاني حرام

دليل الاغاني حرام

مقدمة

دليل الأغاني حرام هو كتاب ألفه أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في القرن الثالث الهجري. وهو من أهم الكتب التي تُعنى بتحريم الغناء والموسيقى في الإسلام. وقد تناول الأشعري في كتابه هذا مختلف الأدلة التي يستند إليها الفقهاء في تحريم الغناء والموسيقى، وناقش الآراء التي تخالف هذا التحريم.

الأدلة الشرعية على تحريم الغناء والموسيقى

استدل الأشعري في كتابه دليل الأغاني حرام على تحريم الغناء والموسيقى بالعديد من الأدلة الشرعية، منها:

القرآن الكريم: ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تُحرم الغناء والموسيقى، منها قوله تعالى: (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين وما الله بغافل عما تعملون) (المنافقون: 10). وقوله تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) (الكهف: 28).

السنة النبوية: ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تُحرم الغناء والموسيقى، منها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف). وحديثه صلى الله عليه وسلم: (من جلس إلى قينة يستمع إليها طبع الله على قلبه غشاوة يوم القيامة).

الإجماع: أجمع العلماء على تحريم الغناء والموسيقى، ولم يخالف في ذلك إلا فئة قليلة من المتصوفة.

الرد على شبه المخالفين

رد الأشعري في كتابه دليل الأغاني حرام على شبه المخالفين الذين يبيحون الغناء والموسيقى، ومن أهم هذه الشبه:

الادعاء بأن الغناء والموسيقى من المباحات: قال الأشعري أن الغناء والموسيقى من المحرمات، وليس من المباحات. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يُلهيان عن ذكر الله تعالى ويصرفان عن العبادة والطاعة.

الادعاء بأن الغناء والموسيقى يبعثان على الفرح والسرور: قال الأشعري أن الغناء والموسيقى لا يبعثان على الفرح والسرور الحقيقي، بل هما يبعثان على الفرح والسرور الزائل. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يلهيان عن ذكر الله تعالى ويصرفان عن العبادة والطاعة، وهذا لا يُعد فرحًا أو سرورًا حقيقيًا.

الادعاء بأن الغناء والموسيقى من الفنون التي يجب تشجيعها: قال الأشعري أن الغناء والموسيقى ليسا من الفنون التي يجب تشجيعها، بل هما من الفنون التي يجب محاربتها. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يُلهيان عن ذكر الله تعالى ويصرفان عن العبادة والطاعة، وهذا لا يتفق مع تعاليم الإسلام.

أسباب تحريم الغناء والموسيقى

ذكر الأشعري في كتابه دليل الأغاني حرام العديد من الأسباب التي أدت إلى تحريم الغناء والموسيقى، ومن أهم هذه الأسباب:

الغناء والموسيقى يُلهيان عن ذكر الله تعالى ويصرفان عن العبادة والطاعة: قال الأشعري أن الغناء والموسيقى يُلهيان عن ذكر الله تعالى ويصرفان عن العبادة والطاعة. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يشدأن الانتباه ويجذبان المشاعر، مما يجعل الإنسان ينسى ذكر الله تعالى وينصرف عن العبادة والطاعة.

الغناء والموسيقى يُضعفان الإرادة ويُفقدان السيطرة على النفس: قال الأشعري أن الغناء والموسيقى يُضعفان الإرادة ويُفقدان السيطرة على النفس. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يُثيران العواطف ويُحركن المشاعر، مما يجعل الإنسان يفقد السيطرة على نفسه ويتصرف بشكل لا يليق.

الغناء والموسيقى يُفسدان الأخلاق ويُشجعان على الفساد: قال الأشعري أن الغناء والموسيقى يُفسدان الأخلاق ويُشجعان على الفساد. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يثيران الغرائز الجنسية ويُضعفان الحياء والعفة، مما يجعل الإنسان أكثر عرضة للوقوع في الفساد.

حكم الغناء والموسيقى في الإسلام

خلص الأشعري في كتابه دليل الأغاني حرام إلى أن الغناء والموسيقى حرام في الإسلام. واستدل على ذلك بالأدلة الشرعية التي ذكرها، ورد على شبه المخالفين، وذكر أسباب تحريم الغناء والموسيقى.

الآثار المترتبة على تحريم الغناء والموسيقى

يترتب على تحريم الغناء والموسيقى العديد من الآثار الإيجابية، منها:

تقوية الإيمان بالله تعالى وزيادة التقوى: قال الأشعري أن تحريم الغناء والموسيقى يُقوي الإيمان بالله تعالى ويزيد التقوى. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يُلهيان عن ذكر الله تعالى ويصرفان عن العبادة والطاعة، وعندما يُحرم الغناء والموسيقى يصبح الإنسان أكثر تفرغًا لعبادة الله تعالى وطاعته.

حفظ الأخلاق الفاضلة ودرء المفاسد: قال الأشعري أن تحريم الغناء والموسيقى يحفظ الأخلاق الفاضلة ويدرء المفاسد. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يُفسدان الأخلاق ويُشجعان على الفساد، وعندما يُحرم الغناء والموسيقى يصبح المجتمع أكثر أخلاقية وأقل فسادًا.

تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي: قال الأشعري أن تحريم الغناء والموسيقى يُحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي. واستدل على ذلك بأن الغناء والموسيقى يُثيران العواطف ويُحركن المشاعر، مما قد يؤدي إلى حدوث الاضطرابات الاجتماعية والفتن. وعندما يُحرم الغناء والموسيقى يصبح المجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا.

الخاتمة

دليل الأغاني حرام هو كتاب مهم في الفقه الإسلامي، وهو يُمثل أحد أهم المصادر التي يستند إليها الفقهاء في تحريم الغناء والموسيقى. وقد تناول الأشعري في كتابه هذا مختلف الأدلة التي يستند إليها الفقهاء في تحريم الغناء والموسيقى، وناقش الآراء التي تخالف هذا التحريم. وقد خلص الأشعري في كتابه إلى أن الغناء والموسيقى حرام في الإسلام، وترتب على ذلك العديد من الآثار الإيجابية.

أضف تعليق