حكم قراءة القرآن للجنب من الموبايل

حكم قراءة القرآن للجنب من الموبايل

مقدمة:

تعتبر قراءة القرآن الكريم من العبادات الجليلة التي حث عليها الإسلام، لما لها من أجر عظيم ومكانة كبيرة عند الله تعالى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: “الم” حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).

وقد اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن الكريم للجنب من الهاتف المحمول، فذهب بعضهم إلى الجواز، وذهب آخرون إلى المنع، وفي هذا المقال سوف نتناول الأدلة والأحكام الشرعية المتعلقة بقراءة القرآن للجنب من الهاتف المحمول.

1. حكم قراءة القرآن للجنب من الهاتف المحمول:

اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن للجنب من الهاتف المحمول، فذهب الجمهور من الفقهاء إلى أنه يجوز للجنب أن يقرأ القرآن من الهاتف المحمول، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن الأصل في الأشياء الإباحة، فلا يحرم فعل شيء إلا بدليل شرعي، ولا يوجد دليل شرعي صريح يحرم على الجنب قراءة القرآن.

أن قراءة القرآن عبادة من العبادات، والعبادات لا تشترط لها طهارة البدن، بل يكفي فيها طهارة القلب والنية.

أن الهاتف المحمول ليس جزءًا من البدن، فلا يعتبر مسًا للمصحف، وبالتالي فلا مانع من قراءة القرآن منه.

2. أدلة جواز قراءة القرآن للجنب من الهاتف المحمول:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، حتى في الغائط).

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو جنب).

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو متكئ على جنبه).

3. شروط قراءة القرآن للجنب من الهاتف المحمول:

أن يكون الهاتف المحمول نظيفًا.

أن لا يكون الجنب قد مس فرجه بيده.

أن لا يكون الجنب قد تنجس ببول أو غائط.

4. حكم سماع القرآن للجنب من الهاتف المحمول:

يجوز للجنب أن يستمع إلى القرآن الكريم من الهاتف المحمول، سواء كان مسجلًا أو مباشرًا، وذلك لأنه لا يعتبر مسًا للمصحف، ولا حرج في ذلك.

5. حكم مس المصحف للجنب:

يحرم على الجنب أن يمس المصحف الشريف، سواء كان كله أو جزءًا منه، وذلك لأن المصحف من الأشياء التي تشترط لها الطهارة، والجنب غير طاهر.

6. حكم لمس المصحف بغير وضوء:

يحرم على غير المتوضئ أن يمس المصحف الشريف، سواء كان كله أو جزءًا منه، وذلك لأن المصحف من الأشياء التي تشترط لها الطهارة، وغير المتوضئ غير طاهر.

7. حكم مس المصحف للجنب بغير وضوء:

يجمع الفقهاء على تحريم مس المصحف الشريف للجنب بغير وضوء، وذلك لأنه من الجمع بين الحرمتين، وهما الجنابة ومس المصحف بغير وضوء.

خاتمة:

يجوز للجنب أن يقرأ القرآن الكريم من الهاتف المحمول، ولا حرج في ذلك، بشرط أن يكون الهاتف المحمول نظيفًا، وأن لا يكون الجنب قد مس فرجه بيده، وأن لا يكون الجنب قد تنجس ببول أو غائط. ويجوز للجنب أن يستمع إلى القرآن الكريم من الهاتف المحمول، سواء كان مسجلًا أو مباشرًا. أما مس المصحف الشريف، فيحرم على الجنب وغير المتوضئ أن يمسه، كله أو جزءًا منه.

أضف تعليق