هل يجوز للجنب قراءة القران

هل يجوز للجنب قراءة القران

**المقدمة:**

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد,

فإن القراءة في القرآن الكريم من أعظم العبادات وأجلها, وهي من أعظم الوسائل لقرب العبد من ربه عز وجل, وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءته في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة, فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ”.

وقد اختلف أهل العلم في جواز قراءة القرآن للجنب, فذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم قراءة القرآن للجنب, واستدلوا على ذلك بعدة أدلة من الكتاب والسنة, قال تعالى: {وَلا تَمَاسُوهُنَّ وَأَنتُمْ جُنُبٌ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقرأ الجنب شيئًا من القرآن”, وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يقبل الله صلاة حائض ولا جنب حتى تغتسل”.

بينما ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى جواز قراءة القرآن للجنب, واستدلوا على ذلك بأن قراءة القرآن عبادة من العبادات, ولا يشترط فيها الطهارة, كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وهو جنب, فقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وهو جنب, وكذلك روى جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وهو جنب.

**1. الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم قراءة القرآن للجنب:**

1. قال تعالى: {وَلا تَمَاسُوهُنَّ وَأَنتُمْ جُنُبٌ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}, وقد فسر كثير من المفسرين هذه الآية بأنها تدل على تحريم قراءة القرآن للجنب, لأن قراءة القرآن من أنواع ملامسة المصحف.

2. روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو جنب, فأنزل الله تعالى: {وَلا تَمَاسُوهُنَّ وَأَنتُمْ جُنُبٌ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}, فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم لم يقرأ القرآن وهو جنب أبدًا”.

3. روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يقرأ الجنب شيئًا من القرآن”.

**2. الأدلة من الكتاب والسنة على جواز قراءة القرآن للجنب:**

1. قال تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}, ولم يشترط الله تعالى في هذه الآية الطهارة من الجنابة لقراءة القرآن.

2. روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو جنب, فأنزل الله تعالى: {وَلا تَمَاسُوهُنَّ وَأَنتُمْ جُنُبٌ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}, فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم لم يقرأ القرآن وهو جنب أبدًا, إلا أنه كان يقرأ وهو معتكف في المسجد, وكان لا يدخل عليه أحد وهو معتكف إلا خرج فاعتزل في بيته حتى يغتسل”.

3. روى ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وهو جنب.

**3. أقوال أهل العلم في جواز قراءة القرآن للجنب:**

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم قراءة القرآن للجنب, واستدلوا على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا.

2. ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى جواز قراءة القرآن للجنب, واستدلوا على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا أيضًا.

3. ذهب بعض أهل العلم إلى التفصيل في هذه المسألة, فقالوا إنه يجوز قراءة القرآن للجنب إذا كان في حالة اضطرار, مثل أن يكون في سفر أو في غزوة ولا يجد ماء يغتسل به, أو إذا كان في حالة مرض أو عذر شرعي آخر يمنعه من الاغتسال.

**4. حكم قراءة القرآن للجنب عند الجمهور:**

1. يرى الجمهور أن قراءة القرآن للجنب محرمة, سواء كان القارئ رجلاً أو امرأة.

2. لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن إلا إذا كان في حالة اضطرار, مثل أن يكون في سفر أو في غزوة ولا يجد ماء يغتسل به, أو إذا كان في حالة مرض أو عذر شرعي آخر يمنعه من الاغتسال.

3. إذا قرأ الجنب القرآن في غير حالة الاضطرار, فعليه أن يغتسل ويستغفر الله تعالى على ما فعل.

**5. حكم قراءة القرآن للجنب عند من أجازها:**

1. يرى من أجاز قراءة القرآن للجنب أنه لا حرج في ذلك, سواء كان القارئ رجلاً أو امرأة.

2. لا يشترط في جواز قراءة القرآن للجنب أن يكون في حالة اضطرار, بل يجوز له أن يقرأ القرآن في أي وقت يشاء.

3. إذا قرأ الجنب القرآن, فعليه أن يتوضأ قبل ذلك, ولا يشترط أن يغتسل.

**6. حكم سماع القرآن للجنب:**

1. لا حرج في سماع القرآن للجنب, سواء كان السامع رجلاً أو امرأة.

2. يجوز للجنب أن يستمع إلى القرآن في أي وقت يشاء, سواء كان في حالة اضطرار أو غير ذلك.

3. لا يشترط في جواز سماع القرآن للجنب أن يتوضأ قبل ذلك, بل يجوز له أن يستمع إلى القرآن وهو جنب.

**7. حكم مس المصحف للجنب:**

1. لا يجوز للجنب أن يمس المصحف, سواء كان لمسًا مباشرًا أو غير مباشر, مثل أن يمس المصحف بيده أو بيده وهو لابس القفازات.

2. إذا مس الجنب المصحف, فعليه أن يغتسل ويستغفر الله تعالى على ما فعل.

**الخاتمة:**

والصحيح في هذه المسألة هو القول بتحريم قراءة القرآن للجنب, واستدل على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا, والله أعلم بالصواب.

أضف تعليق