حكم قراءة القران للجنب من الجوال

حكم قراءة القران للجنب من الجوال

حكم قراءة القرآن للجنب من الجوال

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن للجنب من الجوال، فمنهم من قال بجواز ذلك، ومنهم من حرمه، ومنهم من فصل بين القراءة من المصحف أو من الجوال، وفي هذا المقال سنحاول بيان حكم قراءة القرآن للجنب من الجوال بالتفصيل.

1. تعريف الجنابة:

الجنابة هي حالة الحدث الأكبر الذي يحصل بسبب الجماع أو بسبب خروج المني، وهي تمنع المسلم من الصلاة أو الطواف حول الكعبة أو دخول المسجد الحرام.

2. حكم قراءة القرآن للجنب:

اتفق الفقهاء على أن قراءة القرآن للجنب من المصحف حرام، سواء كان القارئ رجلاً أو امرأة، وذلك لأن المصحف هو كلام الله تعالى وهو مقدس، ولا يجوز مسه إلا بعد الوضوء.

وأما حكم قراءة القرآن للجنب من الجوال، فقد اختلف الفقهاء فيه على ثلاثة أقوال:

القول الأول: الجواز مطلقًا، وهو قول الحنفية والشافعية والحنابلة في رواية.

القول الثاني: المنع مطلقًا، وهو قول المالكية والحنابلة في رواية أخرى.

القول الثالث: التفصيل بين القراءة من المصحف أو من الجوال، فالقراءة من المصحف حرام، أما القراءة من الجوال فهي جائزة، وهو قول بعض الفقهاء المعاصرين.

3. أدلة القول بالجواز:

استدل القائلون بجواز قراءة القرآن للجنب من الجوال بعدة أدلة، منها:

أن قراءة القرآن عبادة، والعبادات لا تمنع من فعلها إلا بدليل، ولا دليل على منع الجنب من قراءة القرآن.

أن الجوال ليس مصحفًا، فلا ينطبق عليه حكم تحريم مس المصحف للجنب.

أن قراءة القرآن للجنب من الجوال لا تشتمل على مس المصحف، وبالتالي لا تنطبق عليها أحكام مس المصحف للجنب.

4. أدلة القول بالمنع:

استدل القائلون بمنع قراءة القرآن للجنب من الجوال بعدة أدلة، منها:

أن قراءة القرآن عبادة، والعبادات لا تصح إلا من طاهر، والجنب ليس طاهرًا.

أن الجوال يحمل كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى مقدس، ولا يجوز قراءته إلا بعد الوضوء.

أن قراءة القرآن للجنب من الجوال قد تؤدي إلى عدم احترام كلام الله تعالى.

5. الراجح من الأقوال:

الراجح من الأقوال في حكم قراءة القرآن للجنب من الجوال هو القول بالمنع، وذلك لأن قراءة القرآن عبادة، والعبادات لا تصح إلا من طاهر، والجنب ليس طاهرًا.

6. حكم قراءة القرآن للجنب من الجوال في حالات الضرورة:

إذا كان الجنب في حالة ضرورة، مثل أن يكون في مكان لا يوجد فيه ماء أو أن يكون مريضًا لا يستطيع الوضوء، فيجوز له حينئذ قراءة القرآن من الجوال.

7. حكم قراءة القرآن للجنب من الجوال في الصلاة:

لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن في الصلاة، سواء كان ذلك من المصحف أو من الجوال، وذلك لأن الصلاة عبادة، والعبادات لا تصح إلا من طاهر، والجنب ليس طاهرًا.

الخاتمة:

هذا ما تيسر جمعه من أحكام قراءة القرآن للجنب من الجوال، والله تعالى أعلم.

أضف تعليق