No images found for حكم لبس السلاسل للرجال دار الافتاء
المقدمة:
السلآسل من الحلي التى قد إنتشرت بين الرجال فى الآونه الأخيرة أسوة بالنساء، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن حكم لبس السلاسل للرجال فى الإسلام، وهل يعتبر من قبيل الزينة المحرمة على الذكور؟ وهل يجوز لبسها فى بعض الحالات أم إنها محظورة تماما؟ لذلك خصصنا هذا المقال لتسليط الضوء على هذا الموضوع وتوضيح الآراء الفقهية المختلفة حوله.
أولا: تعريف السلاسل:
السلاسل هي نوع من الحلى المصنوعة من المعدن، وعادةً ما تكون مصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس أو الحديد أو غيرها من المعادن، وتأتي بأشكال وأحجام مختلفة، ويمكن ارتداؤها حول الرقبة أو المعصم أو الكاحل.
ثانيا: حكم لبس السلاسل للرجال:
يختلف حكم لبس السلاسل للرجال باختلاف الفقهاء وقراءاتهم للنصوص الدينية، فعلى سبيل المثال:
– يرى بعض الفقهاء أن لبس السلاسل جائز للرجال إذا كانت مصنوعة من مواد رخيصة مثل الحديد أو النحاس، ويستدلون على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَن تقلد قلادة من ذهب أو فضة، جاء يوم القيامة وهو يجرها في عنقه”.
– يرى بعض الفقهاء الآخرين أن لبس السلاسل محرم للرجال مطلقًا، سواء كانت مصنوعة من الذهب أو الفضة أو غيرهما من المعادن، ويستدلون على ذلك بأن السلاسل من زينة النساء، وأن الرجال لا يجوز لهم التشبه بالنساء.
– يرى بعض الفقهاء أن لبس السلاسل جائز للرجال إذا كانت مصنوعة من مواد بسيطة مثل الخشب أو الجلد أو غيرها، بشرط ألا تكون مصنوعة من مواد ثمينة مثل الذهب أو الفضة، ويستدلون على ذلك بأن لبس السلاسل من السنن التي كان يفعلها بعض الصحابة رضوان الله عليهم.
ثالثا: نصوص قرآنية وسنة نبوية في حكم لبس السلاسل:
– قال تعالى في سورة النور: “ولا تبدين زينتكن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء”.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيما رجل تقلد قلادة من ذهب أو فضة، جاء يوم القيامة وهو يجرها في عنقه”، وقال أيضًا: “لعن الله من تشبه بالنساء من الرجال، ولعن الله من تشبه بالرجال من النساء”.
– عن عبدالله بن عمر -- قال: “رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه سلسلتان من حديدٍ، فقال: إني أُرسلتُ في سلسلةٍ من حديدٍ، خشية أن يغترَّ الناسُ بي”.
رابعا: أقوال العلماء في حكم لبس السلاسل للرجال:
– قال الإمام النووي: “يحرم على الرجل أن يلبس من الذهب خاتمًا، أو سوارًا، أو قلادة، أو غير ذلك، ويحرم عليه أن يتقلد السيوف المذهبة، والأحزمة المذهبة، وسائر ما يتقلده من الذهب”.
– قال الإمام ابن قدامة: “يحرم على الرجل لبس الذهب مطلقًا، سواء كان خاتمًا أو سوارًا أو قلادة أو غير ذلك. أما الفضة، فيجوز للرجل أن يلبسها، سواء كانت خاتمًا أو سوارًا أو قلادة أو غير ذلك”.
– قال الإمام ابن حجر الهيتمي: “يحرم على الرجل لبس السلاسل مطلقًا، سواء كانت مصنوعة من الذهب أو الفضة أو غيرهما من المعادن، ويستدل على ذلك بأن السلاسل من زينة النساء، وأن الرجال لا يجوز لهم التشبه بالنساء”.
خامسا: الحكمة من تحريم لبس السلاسل للرجال:
– الحكمة الأولى: أن لبس السلاسل للرجال يتنافى مع مفهوم الرجولة والقوة التي يجب أن يتحلى بها الرجل.
– الحكمة الثانية: أن لبس السلاسل للرجال قد يؤدي إلى التشبه بالنساء، وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
– الحكمة الثالثة: أن لبس السلاسل للرجال قد يؤدي إلى الإسراف والتبذير، وهو ما نهى عنه الإسلام.
سادسا: حكم لبس السلاسل في المناسبات:
– يرى بعض الفقهاء أنه يجوز للرجال أن يلبسوا السلاسل في المناسبات الخاصة، مثل حفلات الزفاف والخطوبة والمناسبات الدينية، بشرط ألا تكون مصنوعة من مواد ثمينة مثل الذهب أو الفضة.
– يرى بعض الفقهاء الآخرين أنه لا يجوز للرجال أن يلبسوا السلاسل في أي مناسبة، حتى وإن كانت مصنوعة من مواد بسيطة مثل الخشب أو الجلد أو غيرها.
سابعا: حكم لبس السلاسل الطبية:
– يرى بعض الفقهاء أن لبس السلاسل الطبية جائز للرجال، وذلك لأنها تُعتبر من الأمور الضرورية للحفاظ على صحتهم.
– يرى بعض الفقهاء الآخرين أنه لا يجوز للرجال أن يلبسوا السلاسل الطبية، وذلك لأنها تُعتبر من قبيل الزينة المحرمة على الرجال.
الخلاصة:
لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم على الرجال لبس السلاسل، إلا أن هناك بعض الفقهاء الذين يرون أن لبس السلاسل محرم للرجال مطلقًا، سواء كانت مصنوعة من الذهب أو الفضة أو غيرهما من المعادن، ويستدلون على ذلك بأن السلاسل من زينة النساء، وأن الرجال لا يجوز لهم التشبه بالنساء. بينما يرى بعض الفقهاء الآخرين أن لبس السلاسل جائز للرجال إذا كانت مصنوعة من مواد رخيصة مثل الحديد أو النحاس، أو إذا كانت مصنوعة من مواد بسيطة مثل الخشب أو الجلد أو غيرها، بشرط ألا تكون مصنوعة من مواد ثمينة مثل الذهب أو الفضة.