حكم معاشرة الزوجة في رمضان

حكم معاشرة الزوجة في رمضان

مقدمة

شهر رمضان شهر مبارك، يحث فيه الله عباده على طاعاته، ويصرفهم عن معاصيه، ومن المعاصي التي يبتعد عنها المسلم في رمضان هي معاشرة الزوجة، فما حكم الشرع فيها؟

مباحة في الأصل

معاشرة الزوجة في رمضان في أصلها مباحة، وذلك للأدلة التالية:

1. لم يرد نص قرآني أو حديث صحيح صريح يمنع معاشرة الزوجة في رمضان.

2. سكت الفقهاء عن جواز معاشرة الزوجة في رمضان في أيام متفرقة من الشهر.

3. إجماع العلماء على عدم حرمة معاشرة الزوجة في رمضان، إلا ما دل عليه دليل خاص.

شروط جواز المعاشرة

على الرغم أن أصل معاشرة الزوجة في رمضان مباحة، إلا أنه لا بد من توفر شروط معينة لجوازها، وهي:

1. أن يكون الزوج والزوجة قادرين على الصيام، أما إذا كان أحد الزوجين مريضاً أو مسافراً، لا يستطيع الصيام، فلا يجوز معاشرة الزوجة.

2. أن لا يؤدي معاشرة الزوجة إلى إلحاق الضرر بأحدهما أو بكليهما.

3. أن تكون المعاشرة بالاتفاق بين الزوجين، لا يجوز المعاشرة إذا لم يكن أحد الزوجين راضياً بها.

أوقات الجواز

يجوز معاشرة الزوجة في رمضان في الأوقات التالية:

1. قبل الفجر: يجوز للزوج معاشرة زوجته قبل الفجر، بشرط أن يغتسل هو وزوجته قبل صلاة الفجر.

2. بين المغرب والعشاء: يجوز للزوج معاشرة زوجته بين المغرب والعشاء، بشرط أن يغتسل هو وزوجته قبل النوم.

3. في أيام العيد: يجوز معاشرة الزوجة في أيام العيد، وذلك لأن أيام العيد لا يجب فيها الصيام.

أيام المنع

يحرم على الزوج معاشرة زوجته في رمضان في الأوقات التالية:

1. من طلوع الفجر إلى غروب الشمس: يحرم على الزوج معاشرة زوجته من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويجب عليهما الامتناع عن المعاشرة، ولو أدى ذلك إلى الإنزال عند أحدهما أو عند كليهما.

2. في ليلة القدر: يحرم على الزوج معاشرة زوجته في ليلة القدر، وذلك لأن ليلة القدر ليلة مباركة، ويجب على الزوجين اغتنامها بالعبادة والطاعة.

3. في العشر الأواخر من رمضان: يحرم على الزوج معاشرة زوجته في العشر الأواخر من رمضان، وذلك لأن العشر الأواخر من رمضان أيام مباركة، ويجب على الزوجين اغتنامها بالعبادة والطاعة.

حكم القبلة واللمس

يجوز للزوج تقبيل زوجته ولمسها في رمضان، بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى الإنزال، وإذا أدى ذلك إلى الإنزال، فيحرم على الزوج القبلة واللمس.

حكم الجماع

يحرم على الزوج ممارسة الجماع مع زوجته في نهار رمضان، ومن فعل ذلك، فعليه التوبة إلى الله، وقضاء يوم عن كل يوم أفطر فيه، أما إذا كان الجماع في ليلة من رمضان، فعليه التوبة إلى الله، وقضاء اليوم الذي جامع فيه زوجته، وكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكيناً.

حكم تكرر الجماع في ليلة واحدة

إذا تكرر الجماع في ليلة واحدة من رمضان، فعلى الزوج كفارة واحدة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكيناً.

الخلاصة

معاشرة الزوجة في رمضان في أصلها مباحة، إلا أنه لا بد من توفر شروط معينة لجوازها، أما الأوقات التي يحرم فيها معاشرة الزوجة فهي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وفي ليلة القدر، وفي العشر الأواخر من رمضان، وحكم القبلة واللمس جائز بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى الإنزال، أما حكم الجماع فهو محرم في نهار رمضان، أما حكم تكرر الجماع في ليلة واحدة فهو كفارة واحدة.

أضف تعليق