حكم من تقيأ وهو صائم

حكم من تقيأ وهو صائم

حكم من تقيأ وهو صائم

يعد الصيام عبادة عظيمة، يمتنع فيها المسلم عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، مع الكف عن المحظورات الأخرى، كالجماع، والظهار، والظهار، والكذب، وغيرها.

والتقيؤ هو إخراج محتويات المعدة عن طريق الفم، سواء أكان اختيارياً أو غير اختيارياً، واختلف الفقهاء في حكم من تقيأ وهو صائم، وفيما يلي بيان حكم من تقيأ وهو صائم:

أولاً: حكم من تقيأ عمداً وهو صائم

اتفق الفقهاء على أن من تقيأ عمداً وهو صائم يفسد صومه، وعليه قضاء يوم آخر.

أدلة ذلك:

1. ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض”.

2. إن التقيؤ العمدي يعد إخراجاً لمحتويات المعدة عن طريق الفم، وهذا منافٍ لحقيقة الصيام.

ثانياً: حكم من تقيأ عمداً ثم ابتלע القيء

اتفق الفقهاء على أن من تقيأ عمداً ثم ابتلع القيء يفسد صومه، وعليه قضاء يوم آخر.

أدلة ذلك:

1. إن ابتلاع القيء يعد إدخالاً لمحتويات المعدة إليها مرة أخرى، وهذا منافٍ لحقيقة الصيام.

2. إن ابتلاع القيء قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية، مثل التسمم الغذائي.

ثالثاً: حكم من تقيأ بغير عمد وهو صائم

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من تقيأ بغير عمد وهو صائم لا يفسد صومه، ولا شيء عليه.

أدلة ذلك:

1. ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء”.

2. إن التقيؤ بغير عمد يعد أمراً خارجاً عن إرادة الصائم، ولا يمكن التحكم فيه.

رابعاً: حكم من تقيأ بسبب مرض أو دواء وهو صائم

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من تقيأ بسبب مرض أو دواء وهو صائم لا يفسد صومه، ولا شيء عليه.

أدلة ذلك:

1. إن التقيؤ بسبب مرض أو دواء يعد أمراً خارجاً عن إرادة الصائم، ولا يمكن التحكم فيه.

2. إن المرض أو الدواء قد يكون سبباً في إجبار الصائم على التقيؤ.

خامساً: حكم من تقيأ بسبب غثيان الحمل وهي صائمة

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من تقيأت بسبب غثيان الحمل وهي صائمة لا يفسد صومها، ولا شيء عليها.

أدلة ذلك:

1. إن غثيان الحمل يعد أمراً خارجاً عن إرادة الحامل، ولا يمكن التحكم فيه.

2. إن غثيان الحمل قد يكون سبباً في إجبار الحامل على التقيؤ.

سادساً: حكم من تقيأ بسبب الإغماء وهو صائم

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من تقيأ بسبب الإغماء وهو صائم لا يفسد صومه، ولا شيء عليه.

أدلة ذلك:

1. إن الإغماء يعد أمراً خارجاً عن إرادة الصائم، ولا يمكن التحكم فيه.

2. إن الإغماء قد يكون سبباً في إجبار الصائم على التقيؤ.

سابعاً: حكم من تقيأ بسبب عادة سيئة وهو صائم

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من تقيأ بسبب عادة سيئة وهو صائم يفسد صومه، وعليه قضاء يوم آخر.

أدلة ذلك:

1. إن العادة السيئة تعد أمراً داخل نطاق إرادة الصائم، ويمكن التحكم فيها.

2. إن التقيؤ بسبب عادة سيئة يعد إخلالاً بحقيقة الصيام.

الخاتمة

يعد الصيام عبادة عظيمة، ينال المسلم من خلالها الأجر والثواب من الله تعالى، ومن تقيأ عمداً وهو صائم يفسد صومه، وعليه قضاء يوم آخر، أما من تقيأ بغير عمد، أو بسبب مرض أو دواء، أو بسبب غثيان الحمل، أو بسبب الإغماء، فلا يفسد صومه، ولا شيء عليه.

أضف تعليق