حكم من جامع زوجته قبل كفارة اليمين

حكم من جامع زوجته قبل كفارة اليمين

حكم من جامع زوجته قبل كفارة اليمين

مقدمة:

اليمين في اللغة هي الحلف بالله تعالى أو بغيره، وهي في الشرع عهد مؤكد، واليمين نوعان: يمين اللغو ويمين الحلف، فالأولى لا تلزم كفارتها، والثانية تلزم كفارتها إذا حنث فيها صاحبها، والكفارة واجبة على الحانث بأحد الأمور الثلاثة: إما إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.

المطلب الأول: الأدلة الشرعية:

أولا: قال الله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، واليمين الكاذبة من أكل المال بالباطل.

ثانيًا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حلف يمينًا صبرًا ليدلي بها على مال امرئ مسلم ليس له به حق إلا حقت عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً، وإن أتى يوم القيامة جاء بحمل من خبال، فإن شاء وضعه، وإن شاء حمله على رقبته حتى يلج به نار جهنم”.

ثالثًا: قال ابن عباس رضي الله عنهما: “الكفارة تجب على الحانث إذا جامع زوجته قبل أن يكفر”، ومذهب ابن عباس في هذه المسألة هو المذهب الراجح عند أهل العلم.

المطلب الثاني: شروط وجوب كفارة اليمين:

أولا: أن تكون اليمين يمين حلف، لا يمين لغو.

ثانيًا: أن يكون الحالف بالغًا عاقلاً مختارًا.

ثالثًا: أن يكون الحالف قد نوى الحلف.

رابعًا: أن يكون الحلف معلقًا على أمر مستقبل، لا على أمر ماضٍ أو حاضر.

خامسًا: أن يحنث الحالف في يمينه، أي يفعل ما حلف على تركه، أو يترك ما حلف على فعله.

المطلب الثالث: كيفية كفارة اليمين:

أولا: إطعام عشرة مساكين، بحيث يطعم كل مسكين نصف صاع من طعام أهل بلد الحالف، أي ما يعادل كيلو ونصف تقريبًا.

ثانيًا: كسوة عشرة مساكين، بحيث يعطي كل مسكين ثوبًا يستر عورته.

ثالثًا: تحرير رقبة مؤمنة، وهذا الواجب يسقط عند فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة إذا لم يجد الحانث رقبة يحررها، أما الحنفية فيرون أنه إذا لم يجد رقبة يحررها فعليه أن يصوم شهرين متتابعين.

رابعًا: صيام ثلاثة أيام متتابعات إذا لم يستطع الحانث أداء أي من الواجبات الثلاثة السابقة.

المطلب الرابع: وقت كفارة اليمين:

أولا: وقت كفارة اليمين يبدأ من وقت الحنث فيها، أي من وقت فعل ما حلف على تركه، أو ترك ما حلف على فعله.

ثانيًا: لا يجوز تأخير كفارة اليمين إلا لعذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو الفقر الشديد.

ثالثًا: إذا لم يكفر الحانث عن يمينه قبل موته، فإن كفارته تكون من تركته.

المطلب الخامس: حكم من جامع زوجته قبل كفارة اليمين:

أولا: جمهور الفقهاء على أن من جامع زوجته قبل كفارة اليمين فعليه كفارتان: كفارة اليمين وكفارة الجماع، لأن الجماع في هذه الحالة يعتبر حرامًا.

ثانيًا: ذهب بعض الفقهاء إلى أن من جامع زوجته قبل كفارة اليمين فلا كفارة عليه، لأن كفارة اليمين تسقط عنه بمجرد الجماع، وهذا الرأي ضعيف.

ثالثًا: الأحوط والأولى لمن حلف يمينًا هو أن يكفر عنها قبل أن يجامع زوجته، وذلك حتى يتجنب الوقوع في الحرام.

المطلب السادس: حكم من جامع زوجته بعد كفارة اليمين:

أولا: من جامع زوجته بعد كفارة اليمين فلا كفارة عليه، لأن كفارة اليمين تسقط عنه بمجرد أدائها.

ثانيًا: يجوز للرجل أن يجامع زوجته بعد أداء كفارة اليمين، ولا حرج عليه في ذلك.

ثالثًا: ينبغي للرجل أن يستغفر الله تعالى ويدعوه أن يتوب عليه ويغفر له ذنبه.

المطلب السابع: حكم من جامع زوجته قبل كفارة الجماع:

أولا: من جامع زوجته قبل كفارة الجماع فعليه كفارة الجماع فقط، لأن الجماع في هذه الحالة يعتبر حرامًا.

ثانيًا: كفارة الجماع هي صيام ثلاثة أيام متتابعات، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة.

ثالثًا: ينبغي لمن جامع زوجته قبل كفارة الجماع أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، وأن يؤدي كفارة الجماع في أقرب وقت ممكن.

خاتمة:

حكم من جامع زوجته قبل كفارة اليمين هو أنه عليه كفارتان: كفارة اليمين وكفارة الجماع، لأن الجماع في هذه الحالة يعتبر حرامًا. أما من جامع زوجته بعد كفارة اليمين فلا كفارة عليه، ويجوز له ذلك. ومن جامع زوجته قبل كفارة الجماع فعليه كفارة الجماع فقط.

أضف تعليق