خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين تفسير الميزان

خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين تفسير الميزان

خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين تفسير الميزان

مقدمة:

سورة الأعراف هي السورة السابعة في ترتيب المصحف، نزلت في المدينة المنورة بعد سورة الأنعام، وهي من السور الطوال، وتحتوي على 206 آية، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى ذكر قصة أهل الأعراف فيها، وهم قوم وقفوا على الحياد ولم ينضموا إلى أي من الفريقين المتصارعين، فحُشروا يوم القيامة في مكان بين الجنة والنار، لا هم في الجنة ولا هم في النار.

الآية 199:

﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾

التفسير:

1. خذ العفو: أي خذ ما يعفو به الناس عنك، واسامحهم على أخطائهم، ولا تحقد عليهم، وهذا من أخلاق المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].

2. وأمر بالعرف: أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من فروض الكفاية، أي أن يقوم به البعض عن الباقين، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].

3. وأعرض عن الجاهلين: أي لا تلتفت إلى الجاهلين الذين لا يعقلون ولا يفهمون، ولا ترد عليهم كلامهم، ولا تجادلهم، فقد قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا﴾ [الفرقان: 63].

الآية 200:

﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾

التفسير:

1. وإما ينزغنك من الشيطان نزغ: أي وإذا وسوس لك الشيطان بوسوسته، وحاول أن يضللك عن طريق الحق، أو أن يغضبك أو يحزنك، أو أن يجعلك تفعل شيئًا لا يرضاه الله تعالى.

2. فاستعذ بالله: أي التجأ إلى الله تعالى واطلب منه العون والمساعدة على التخلص من وسوسة الشيطان، وذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقراءة المعوذتين، والدعاء إلى الله تعالى أن يصرف عنك وسوسة الشيطان.

3. إنه هو السميع العليم: أي أن الله تعالى يسمع دعاءك ويعلم حالك، ويعلم ما يوسوس لك به الشيطان، وهو قادر على أن يصرف عنك وسوسته، ويحميك من شره.

الآية 201:

﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾

التفسير:

1. إن الذين اتقوا: أي الذين خافوا الله تعالى واتبعوا أوامره واجتنبوا نواهيه، هؤلاء الناس إذا مسهم طائف من الشيطان، أي إذا وسوس لهم الشيطان بوسوسته، أو حاول أن يضللهم عن طريق الحق.

2. تذكروا: أي تذكروا الله تعالى وتذكروا أوامره ونواهيه، وتذكروا عاقبة من عصى الله تعالى واتبع الشيطان.

3. فإذا هم مبصرون: أي فإذا هم يبصرون الحق من الباطل، ويعرفون طريق الصواب من طريق الضلال، ويتخلصون من وسوسة الشيطان.

الآية 202:

﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَتَّبِعُونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ﴾

التفسير:

1. وإخوانهم: أي إخوان الشياطين من الإنس، وهم الذين يتبعون الشياطين في الضلال والفساد، ويسيرون على نهجهم.

2. يتبعونهم في الغي: أي يتبعون الشياطين في الضلال والفساد، ويسيرون على نهجهم، ويحذون حذوهم في أقوالهم وأفعالهم.

3. ثم لا يقصرون: أي لا ينقطعون عن اتباع الشياطين، ولا يتوقفون عن الضلال والفساد، بل يستمرون فيه إلى أن يلقوا حتفهم.

الآية 203:

﴿وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هُوَ بَصِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾

التفسير:

1. وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها: أي وإذا لم تأتيهم بمعجزة أو آية خارقة للعادة، قالوا لماذا لم تختص بها وتختارها لنفسك، ولم تدعها لنفسك ولم تجعلها لنفسك.

2. قل: يا محمد قل لهؤلاء الذين يطلبون منك أن تأتيهم بآية أو معجزة: إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي: أي أنني لا أتبع إلا ما أوحى الله تعالى إلي به، ولا أقول إلا ما أمرني الله تعالى أن أقوله.

3. هو بصير بما تفعلون: أي أن الله تعالى بصير بجميع أقوالكم وأفعالكم، ويعلم ما تفعلون، وهو قادر على أن يجازيكم على أعمالكم.

خاتمة:

وفي الختام، فإن الآيات الكريمة التي ذكرناها في هذا المقال تدعونا إلى العفو عن الناس والصفح عنهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإعراض عن الجاهلين، والاستعاذة بالله تعالى من وسوسة الشيطان، وتذكر الله تعالى عند وقوع الشدائد والفتن، والابتعاد عن اتباع الشياطين وإخوانهم من الإنس، وعدم الاستجابة لطلباتهم بالآيات والمعجزات، لأننا لا نتبع إلا ما أوحى الله تعالى إلينا به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *