الخطبة الأولى:
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا عباد الله، إن من أعظم ما ابتُلينا به في هذا الزمن هو الغفلة عن الله سبحانه وتعالى، وهي مرض فتاك يصيب القلوب ويُهلك النفوس، وقد حذرنا الله تعالى من الغفلة في آيات كثيرة، منها قوله تعالى:”يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون”.صدق الله العظيم.
أسباب الغفلة عن الله:
1- حب الدنيا ومتاعها:
ومن أهم أسباب الغفلة عن الله حب الدنيا ومتاعها، قال تعالى:”اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرًا ثم يكون حطامًا وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”.صدق الله العظيم.
2- كثرة الذنوب والمعاصي:
ومن الأسباب التي تؤدي إلى الغفلة عن الله كثرة الذنوب والمعاصي، قال تعالى:”إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً”،صدق الله العظيم.
3- صحبة السوء:
ومن الأسباب المؤدية إلى الغفلة عن الله صحبة السوء، قال تعالى:”وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون”،صدق الله العظيم.
الآثار السلبية للغفلة عن الله:
1- قسوة القلب:
ومن الآثار السلبية للغفلة عن الله قسوة القلب، قال تعالى:”ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون”،صدق الله العظيم.
2- فقدان الإحساس بالمسؤولية:
ومن الآثار السلبية للغفلة عن الله فقدان الإحساس بالمسؤولية، قال تعالى:”فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين”،صدق الله العظيم.
3- سوء الخاتمة:
ومن أخطر الآثار السلبية للغفلة عن الله سوء الخاتمة، قال تعالى:”فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون”.صدق الله العظيم.
الخطبة الثانية:
علاج الغفلة عن الله:
1- تذكر الموت والآخرة:
ومن أهم ما يعين على علاج الغفلة عن الله تذكر الموت والآخرة، قال تعالى:”كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”،صدق الله العظيم.
2- كثرة ذكر الله تعالى:
ومن الأمور التي تعين على علاج الغفلة عن الله كثرة ذكر الله تعالى، قال تعالى:”الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”،صدق الله العظيم.
3- الإكثار من قراءة القرآن الكريم:
ومن الأمور التي تساعد على علاج الغفلة عن الله الإكثار من قراءة القرآن الكريم، قال تعالى:”فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب”،صدق الله العظيم.
4- مجالسة الصالحين:
ومن الأمور التي تعين على علاج الغفلة عن الله مجالسة الصالحين، قال تعالى:”وإنك لعلى خلق عظيم”،صدق الله العظيم.
5- الدعاء إلى الله تعالى:
ومن الأمور التي تعين على علاج الغفلة عن الله الدعاء إلى الله تعالى، قال تعالى:”ادعوني أستجب لكم”،صدق الله العظيم.
الخاتمة:
عباد الله، إن الغفلة عن الله مرض فتاك يصيب القلوب ويُهلك النفوس، وقد حذرنا الله تعالى من الغفلة في آيات كثيرة، ويجب علينا أن نحرص على علاج الغفلة عن الله بكل ما أوتينا من قوة، وأن نستعين بالله تعالى على ذلك، نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم سواء السبيل، وأن يجنبنا الغفلة عن ذكره، إنه سميع مجيب.