خطبة الجمعة عن الاشهر الحرم

خطبة الجمعة عن الاشهر الحرم

الخطبة: الأشهر الحرم

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم مواسم وشعائر، ليذكروا بها نعمه عليهم، ويتقربوا إليه سبحانه وتعالى بالطاعات والقربات، ومن هذه المواسم العظيمة الأشهر الحرم، وهي أربعة أشهر من أشهر السنة، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وتتميز هذه الأشهر بمكانة عظيمة عند الله تعالى، وفيها مضاعفة للأجر والثواب على الأعمال الصالحة، كما أن فيها تحريم للقتال والظلم والعدوان.

1. فضل الأشهر الحرم:

– لقد فضل الله تعالى الأشهر الحرم على غيرها من الشهور، ورفع قدرها ومنزلتها، وجعلها مواسم للطاعات والقربات، وفيها مضاعفة للأجر والثواب على الأعمال الصالحة.

– وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات وواحد فرد، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”.

– ومن فضائل الأشهر الحرم أيضاً أنها هي الأشهر التي تشهد مناسك الحج والعمرة، وهما من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى.

2. تحريم القتال في الأشهر الحرم:

– من حرمة الأشهر الحرم تحريم القتال فيها، إلا إذا كان القتال دفاعاً عن النفس أو عن الدين، أو لإبطال باطل أو لإحقاق حق.

– قال الله تعالى في سورة التوبة: “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير”، وقال سبحانه وتعالى: “فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم”.

– وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مراعاة حرمة الأشهر الحرم، فلم يقاتل فيها إلا إذا اضطر لذلك، وكان إذا أراد القتال في شهر حرام أذن فيه قبل حلوله، حتى يعلم الناس أن القتال فيه بغير حق لا يجوز.

3. تحريم الظلم والعدوان في الأشهر الحرم:

– من حرمة الأشهر الحرم تحريم الظلم والعدوان فيها، سواء كان الظلم والعدوان على النفس أو على المال أو على العرض.

– قال الله تعالى في سورة الحج: “وأن حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين”، وقال سبحانه وتعالى: “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً”.

– وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الظلم والعدوان في الأشهر الحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه الله تعالى، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات وواحد فرد، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. فلا تظلموا فيهن أنفسكم”.

4. استغلال الأشهر الحرم للطاعات والقربات:

– ينبغي على المسلم أن يستغل الأشهر الحرم في الطاعات والقربات، وأن يكثر فيها من الأعمال الصالحة، مثل الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

– قال الله تعالى في سورة البقرة: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، وقال سبحانه وتعالى: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون”.

– وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على استغلال الأشهر الحرم في الطاعات والقربات، فكان يكثر فيها من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

5. تذكير الناس بالأشهر الحرم:

– ينبغي على المسلمين أن يذكروا الناس بالأشهر الحرم، وأن يبينوا لهم فضلها وحرمتها، وأن يحثوهم على استغلالها في الطاعات والقربات.

– قال الله تعالى في سورة الحج: “وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”، وقال سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام”.

– وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الناس بالأشهر الحرم، ويحثهم على استغلالها في الطاعات والقربات.

6. اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاة حرمة الأشهر الحرم:

– ينبغي على المسلمين أن يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاة حرمة الأشهر الحرم، وأن يحذوا حذوه في استغلالها في الطاعات والقربات.

– قال الله تعالى في سورة الأحزاب: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً”، وقال سبحانه وتعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”.

– وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على مراعاة حرمة الأشهر الحرم، فكان يكثر فيها من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

7. الدعاء في الأشهر الحرم:

– ينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء في الأشهر الحرم، وأن يدعو الله تعالى أن يتقبل منه صالح أعماله، وأن يغفر له ذنوبه، وأن يرزقه من فضله.

– قال الله تعالى في سورة غافر: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”، وقال سبحانه وتعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”.

– وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء في الأشهر الحرم، وكان يدعو الله تعالى أن يتقبل منه صالح أعماله، وأن يغفر له ذنوبه، وأن يرزقه من فضله.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن الأشهر الحرم هي مواسم للطاعات والقربات، ومضاعفة الأجر والثواب على الأعمال الصالحة، وتحريم للقتال والظلم والعدوان، فينبغي على المسلم أن يستغلها في الطاعات والقربات، وأن يكثر فيها من الأعمال الصالحة، وأن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاة حرمتها.

أضف تعليق