خطبة جمعة قصيرة عن الذكر

خطبة جمعة قصيرة عن الذكر

خطبة جمعة قصيرة عن الذكر

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

أيها المسلمون، إن الذكر من أفضل العبادات وأحبها إلى الله -تعالى-، وقد أمرنا الله -تعالى- بالذكر في آيات كثيرة من القرآن الكريم، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41].

أنواع الذكر:

الذكر نوعان: ذكر لفظي وذكر قلبي. فذكر اللسان هو الذي يتلفظ به العبد بلسانه، مثل تلاوة القرآن الكريم، وتسبيح الله -تعالى-، والتهليل، والتكبير. أما ذكر القلب فهو الذي يتفكر فيه العبد بقلبه، مثل التفكر في عظمة الله -تعالى-، وفي نعمه علينا، وفي آياته الكونية، والتفكر في الموت والبعث والحساب.

فضل الذكر:

للذكر فضل كبير، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” [البخاري]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من أكثر من ذكر الله -تعالى- طابت نفسه، وسُرَّ قلبه، ونوّر وجهه، وكفاه الله كل همه وغمّه” [الطبراني].

فوائد الذكر:

الذكر -أيها المسلمون- من أفضل العبادات التي لها فوائد كثيرة على قلب العبد وبدنه، منها:

1. يطمئن القلب ويغفر الذنوب.

2. يزيد الإيمان ويقوي العزيمة.

3. يحفظ العبد من الشيطان والوساوس.

4. يفتح أبواب الرزق ويجلب السعادة.

5. يسهل الأمور ويحل المشاكل.

6. ينور الوجه ويجعل العبد محبوبًا عند الله وعند الناس.

7. يكفر عن الذنوب ويرفع الدرجات في الجنة.

آداب الذكر:

يجب على العبد أن يلتزم بآداب الذكر حتى يكون ذكره مقبولاً عند الله -تعالى-، ومن هذه الآداب:

1. الإخلاص لله -تعالى- في الذكر، فلا يذكر العبد ربه ليسمعه الناس أو ليرى أنه كثير الذكر، وإنما يذكره لأنه يحب الله -تعالى- ويرضى بما أمر به.

2. حضور القلب أثناء الذكر، فلا يلهو العبد بقلبه عن ذكر الله -تعالى-، بل يكون قلبه حاضرًا مع ذكره.

3. استشعار عظمة الله -تعالى- وجلاله عند الذكر، فلا يتهاون العبد في ذكره، بل يذكر الله -تعالى- بخشوع وإجلال.

4. المداومة على الذكر في كل وقت وحين، فلا يقتصر العبد على ذكر الله -تعالى- في أوقات معينة، بل يذكره في جميع الأوقات.

5. الإكثار من ذكر الله -تعالى-، فكلما كثر ذكر العبد لله -تعالى- كلما زاد إيمانه وتقواه، وكلما نال من فضل الله -تعالى- ورحمته.

الذكر في الكتاب والسنة:

حثَّ الله -تعالى- في كتابه العزيز على الذكر وحث عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة، فمن ذلك:

1. قال الله -تعالى-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45].

2. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” [البخاري].

3. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومُحي عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا من زاد” [البخاري].

الذكر في حياة المسلم:

الذكر -أيها المسلمون- من أهم العبادات التي يجب أن يلتزم بها المسلم في حياته، فبذكر الله -تعالى- يطمئن القلب وتسكن النفس، وبذكر الله -تعالى- يزداد الإيمان وتقوى العزيمة، وبذكر الله -تعالى- يحفظ العبد من الشيطان والوسوس، وبذكر الله -تعالى- يفتح أبواب الرزق ويجلب السعادة، وبذكر الله -تعالى- يُسهل الأمور ويحل المشاكل، وبذكر الله -تعالى- ينور الوجه ويجعل العبد محبوبًا عند الله وعند الناس، وبذكر الله -تعالى- يكفر عن الذنوب ويرفع الدرجات في الجنة.

الخاتمة:

أيها المسلمون، إن الذكر من أجل وأحب العبادات إلى الله -تعالى-، وهو من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، فبادروا إلى الإكثار من ذكر الله -تعالى- في كل وقت وحين، ولا تغفلوا عن ذكره أبدًا، فإن ذكر الله -تعالى- حياة القلوب ونور النفوس.

أضف تعليق