خطبة عن التفكر في نعم الله

No images found for خطبة عن التفكر في نعم الله

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، فإن خير ما نبدأ به خطبتنا اليوم هو التفكر في نعم الله علينا، فإن التفكر في نعم الله من أعظم العبادات وأجل القربات، وهو سبب لزيادة الإيمان والشكر لله تعالى، قال الله تعالى في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}.

النعم الظاهرة:

وأول ما يجب علينا التفكر فيه هو النعم الظاهرة، تلك التي نراها بأعيننا ونلمسها بأيدينا، كنعمة الإسلام والتوحيد، و نعمة العقل والبدن الصحيح، و نعمة الأمن والأمان، و نعمة الرزق الوفير، و نعمة الصحة والعافية.

النعم الباطنة:

ولا تقل أهمية النعم الباطنة عن النعم الظاهرة، بل إن بعضها أهم وأجل، من ذلك نعمة الإيمان واليقين، و نعمة الهداية والتوفيق، و نعمة القلب السليم، و نعمة الصبر والرضا، و نعمة العلم والعمل.

نعم الله على العباد:

ولله علينا نعم لا تُحصى ولا تُعد، فمنها نعمة الوجود والحياة، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}. ومنها نعمة الخلق والتكوين، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}. ومنها نعمة العقل والفهم، قال تعالى: {وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ}.

نعم الله على المسلمين:

وللمسلمين نعم خاصة بهم، منها نعمة الإسلام والتوحيد، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. ومنها نعمة القرآن الكريم، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}. ومنها نعمة الصلاة والزكاة والصيام والحج، قال تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.

ثمرات التفكر في نعم الله:

للغفكر في نعم الله ثمار كثيرة، منها زيادة الإيمان والشكر لله تعالى، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}. ومنها محبة الله تعالى، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}. ومنها دخول الجنة، قال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

كيف نشكر الله على نعمه:

ولكي نشكر الله تعالى على نعمه، علينا أن نؤدي حق العبودية له تعالى، وذلك بأن نعبده وحده لا شريك له، وأن نطيعه ونتبع أوامره ونترك نواهيه، وأن نخلص له النية في أعمالنا وأقوالنا، وأن نكثر من ذكره وشكره وحمده، وأن ننشر دينه بين الناس، قال تعالى: {اعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}.

الخاتمة:

هذا ما تيسر ذكره في هذه الخطبة المباركة، نسأل الله تعالى أن يزيدنا نعمة على نعمته، وأن يرزقنا شكرها وأداء حقها. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق