خطبة عن الدين المعاملة

خطبة عن الدين المعاملة

الخطبة: الدين المعاملة

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، أما بعد:

فإنّ الدين المعاملة، وهي عنوان المسلم الحقيقي، فالمسلم الحق هو من يتعامل مع الناس وفقًا لتعاليم الإسلام، ويسعى لنشر الخير والسلام في المجتمع، وإصلاح ذات البين، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل.

1- معنى الدين المعاملة:

– الدين المعاملة هو تطبيق تعاليم الدين في الحياة العملية، وجعلها منهجًا للسلوك والتصرف في جميع مجالات الحياة.

– الدين المعاملة هو ترجمة العقيدة والأخلاق إلى أفعال ملموسة، وإظهارها في التعامل مع الآخرين.

– الدين المعاملة هو تطبيق مبادئ الإسلام في جميع مناحي الحياة، الفردية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

2- أهمية الدين المعاملة:

– الدين المعاملة هو أساس بناء المجتمع المسلم المتماسك، القائم على العدل والإنصاف والمساواة.

– الدين المعاملة هو سبب دخول الجنة ونيل رضا الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين المعاملة”.

– الدين المعاملة هو السبيل إلى إصلاح المجتمع ونشر الخير فيه، فعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”.

3- أسس الدين المعاملة:

– الصدق: وهو أساس كل معاملة، فالمسلم يجب أن يكون صادقًا في أقواله وأفعاله، ولا يكذب أو يغش أو يخدع الآخرين.

– العدل: وهو إعطاء كل ذي حق حقه، وعدم ظلم الآخرين أو التعدي عليهم.

– الإحسان: وهو فعل الخير والبر والإحسان إلى الآخرين، ومساعدتهم على قضاء حوائجهم.

– الوفاء بالعهد: وهو الالتزام بالعهود والمواثيق، وعدم نقضها أو التخلي عنها.

– الأمانة: وهي حفظ ما استرعاه الآخرون، وعدم خيانتهم أو التفريط فيها.

4- آثار الدين المعاملة:

– نشر الخير والسلام في المجتمع، فالمسلم الذي يتعامل مع الآخرين وفقًا لتعاليم الإسلام يساهم في نشر الخير والسلام في المجتمع.

– إصلاح ذات البين، فالمسلم الذي يتدخل لإصلاح ذات البين بين المتخاصمين يساهم في إصلاح المجتمع ونشر الخير فيه.

– إحقاق الحق وإبطال الباطل، فالمسلم الذي يناصر الحق ويدافع عنه يساهم في إحقاق الحق وإبطال الباطل.

– دخول الجنة ونيل رضا الله تعالى، فالمسلم الذي يلتزم بتعاليم الإسلام في معاملاته مع الآخرين ينال رضا الله تعالى ويدخل الجنة.

5- صور الدين المعاملة:

– حسن التعامل مع الوالدين، فالمسلم يجب أن يحسن التعامل مع والديه، ويطيعهما ويبرهما.

– حسن التعامل مع الأقارب والأرحام، فالمسلم يجب أن يحسن التعامل مع أقاربه وأرحامه، ويصلهم ويحسن إليهم.

– حسن التعامل مع الجيران، فالمسلم يجب أن يحسن التعامل مع جيرانه، ويتعاون معهم على الخير.

– حسن التعامل مع المسلمين عامة، فالمسلم يجب أن يحسن التعامل مع المسلمين عامة، ويتعاون معهم على الخير.

– حسن التعامل مع غير المسلمين، فالمسلم يجب أن يحسن التعامل مع غير المسلمين، ويعاملهم بالحسنى.

6- آداب الدين المعاملة:

– التبسم في وجه الآخرين، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.

– السلام على الآخرين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السّلام تحية أهل الجنّة”.

– إكرام الضيف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”.

– مساعدة الآخرين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”.

– زيارة المرضى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا ناداه منادٍ من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منـزلاً”.

7- الدين المعاملة في القرآن والسنة:

– قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].

– وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1].

– وقال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].

– وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58].

– وقال تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِلَى وَالِدَيْكُمَا وَإِلَى ذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36].

الخاتمة:

وفي الختام، فإنّ الدين المعاملة هو عنوان المسلم الحقيقي، وهو أساس بناء المجتمع المسلم المتماسك، القائم على العدل والإنصاف والمساواة، وهو السبيل إلى إصلاح المجتمع ونشر الخير فيه، وهو سبب دخول الجنة ونيل رضا الله تعالى، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الالتزام بتعاليم الإسلام في معاملاتنا مع الآخرين، وأن يجعلنا من المتقين الأخيار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *