خطبة عن الغفلة عن الموت

خطبة عن الغفلة عن الموت

خطبة عن الغفلة عن الموت

مقدمة

الحمد لله الذي جعل الموت عبرة للمعتبرين، وذكرى للمتذكرين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بشر أمته بالموت، وحذرهم من الغفلة عنه، أما بعد:

الخطبة

أيها الأحبة في الله، إن الموت حق لا مفر منه، وهو نهاية كل حي، ولا يعلم أحد متى يحين أجله، قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].

ومع ذلك، فإن الكثير من الناس يعيشون في غفلة عن الموت، يتصرفون وكأنهم سيعيشون إلى الأبد، ولا ينتبهون إلى أن الموت قد يكون أقرب إليهم مما يتصورون.

أسباب الغفلة عن الموت

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الغفلة عن الموت، منها:

1. شهوات الدنيا: ينشغل الكثير من الناس بشهوات الدنيا وملذاتها، وينسون أنهم سيفارقونها عما قريب.

2. طول الأمل: يطيل الكثير من الناس أملهم في الحياة، ويظنون أنهم سيعيشون طويلاً، ولا يخطر ببالهم أن الموت قد يكون قريباً.

3. قسوة القلب: قسوة القلب تمنع صاحبه من التفكير في الموت، وتجعله لا يبالي به.

4. الجهل: الجهل بحقيقة الموت وخطورته يجعل الكثير من الناس غافلين عنه.

5. الغرور: يغر البعض بنفسه وبقوته وصحته، فيظن أنه لن يموت أبدًا.

6. سوء التربية: قد يكون سوء التربية عاملاً في الغفلة عن الموت، حيث يغفل الآباء عن تعليم أبنائهم حقيقة الموت، ويتركونهم ينشؤون دون أن يعوا خطورته.

7. البيئة المحيطة: قد تكون البيئة المحيطة عاملاً في الغفلة عن الموت، حيث يغيب ذكر الموت عن مجالس الناس ووسائل الإعلام، وكأن الموت شيء لا يجب الحديث عنه.

آثار الغفلة عن الموت

الغفلة عن الموت لها آثار سلبية عديدة على حياة الإنسان، منها:

1. ضياع الوقت: تضيع الكثير من الأعمار في اللهو واللعب والعبث، فيما لا ينفع في الآخرة، بسبب الغفلة عن الموت.

2. الإهمال في العبادات: يهمل الكثير من الناس العبادات بسبب الغفلة عن الموت، لأنهم يظنون أنهم سيعيشون طويلاً، وأن لديهم متسعًا من الوقت.

3. ارتكاب المعاصي: يرتكب الكثير من الناس المعاصي بسبب الغفلة عن الموت، لأنهم يظنون أنهم سيتوبون عنها قبل أن يموتوا.

4. سوء الخاتمة: قد تكون الغفلة عن الموت سببًا في سوء الخاتمة، حيث يموت الإنسان وهو غافل عن الله تعالى، ولم يتزود لآخرته.

5. العذاب في الآخرة: الغفلة عن الموت قد تكون سببًا في العذاب في الآخرة، لأن الإنسان الذي لم يتزود لآخرته سيعاقب على غفلته.

مظاهر الغفلة عن الموت

هناك العديد من المظاهر التي تدل على الغفلة عن الموت، منها:

1. التعلق الشديد بالدنيا: تعلق القلب بالدنيا ومتاعها، وإيثارها على الآخرة.

2. كثرة اللهو واللعب: إضاعة الوقت في اللهو واللعب، والغفلة عن ذكر الله تعالى.

3. الانهماك في الشهوات: الانغماس في الشهوات والملذات، وإهمال العبادات.

4. ارتكاب المعاصي: ارتكاب المعاصي والآثام، وعدم الخوف من عقاب الله تعالى.

5. نسيان الموت: نسيان الموت وعدم التفكير فيه، وكأن الموت شيء بعيد لن يحدث أبدًا.

6. قسوة القلب: قسوة القلب وعدم التأثر بالمواعظ والقصص الدينية التي تتحدث عن الموت.

7. الغرور: الغرور بالنفس وبقوتها وصحّتها، والظن بأن الموت لن يأتي أبدًا.

كيفية التخلص من الغفلة عن الموت

هناك العديد من الأمور التي تساعد على التخلص من الغفلة عن الموت، منها:

1. التفكر في الموت: التفكر في الموت والذكرى به، والتأمل في أحوال الموتى وفي مصيرهم بعد الموت.

2. قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية: قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تتحدث عن الموت، والتدبر في معانيها.

3. زيارة المقابر: زيارة المقابر والتأمل في حالة الموتى، والتذكير بأن الموت حق سيصيب كل حي.

4. الاعتبار بقصص الأموات: الاعتبار بقصص الأموات الذين ماتوا بغتة أو ماتوا في حوادث أو ماتوا بسبب أمراض، والتذكير بأن الموت قد يكون قريباً.

5. مجالسة العلماء والزهاد: مجالسة العلماء والزهاد الذين يذكرون بالآخرة والموت، والاستفادة من حكمهم ومواعظهم.

6. الدعاء بالسلامة من الغفلة: الدعاء بالسلامة من الغفلة عن الموت، والتوفيق لحسن الخاتمة.

7. الصبر على البلاء والمحن: الصبر على البلاء والمحن، والتذكير بأن الموت حق سيصيب كل حي.

الخلاصة

الغفلة عن الموت من الأمراض القلبية الخطيرة التي لها آثار سلبية عديدة على حياة الإنسان، ولذلك يجب على كل مسلم أن يتخلص من هذه الغفلة وأن يستعد للموت قبل أن يفاجئه، قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].

أضف تعليق