خطبة عن الفرج بعد الكرب

خطبة عن الفرج بعد الكرب

الخطبة: الفرج بعد الكرب

المقدمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن من سنن الله في خلقه أن يبتليهم بالشدائد والكروب، ثم ينجيهم منها بفضله ورحمته، ولقد جاء في الحديث الشريف: “لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة”، وهذا البلاء وإن كان شديدًا ومؤلمًا، إلا أنه فيه خير كثير للمؤمن، فهو سبب لرفع درجاته في الجنة، وسبب لمحو سيئاته، وسبب لزيادة صبره واحتسابه، وسبب لتقربه من الله سبحانه وتعالى.

العناوين الفرعية:

1. أسباب الفرج بعد الكرب:

الاستغفار والتوبة: فمن أهم أسباب الفرج بعد الكرب الاستغفار والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ).

الصبر والاحتساب: فمن صبر على البلاء واحتسب أجره عند الله، فإن الله سيفرج كربه وينجيه منه، قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

الدعاء والتضرع: فمن أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، فإن الله سيستجيب دعاءه ويفك كربه وينجيه منه، قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

2. علامات الفرج بعد الكرب:

انشراح الصدر: فمن علامات الفرج بعد الكرب انشراح الصدر وارتياحه، قال الله تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

زوال الهم والحزن: فمن علامات الفرج بعد الكرب زوال الهم والحزن، قال الله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا).

ظهور الفرج: فمن علامات الفرج بعد الكرب ظهور الفرج نفسه، قال الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).

3. ثمرات الفرج بعد الكرب:

زيادة الإيمان: فمن ثمرات الفرج بعد الكرب زيادة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (وَلَتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا).

زيادة الصبر والاحتساب: فمن ثمرات الفرج بعد الكرب زيادة الصبر والاحتساب، قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).

زيادة التقوى: فمن ثمرات الفرج بعد الكرب زيادة التقوى، قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

4. كيف نستعد للفرج بعد الكرب؟

الإكثار من الدعاء: فمن أفضل ما نستعد به للفرج بعد الكرب الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).

التوكل على الله: فمن أفضل ما نستعد به للفرج بعد الكرب التوكل على الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).

الصبر والاحتساب: فمن أفضل ما نستعد به للفرج بعد الكرب الصبر والاحتساب، قال الله تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ).

5. قصص من الفرج بعد الكرب:

قصة سيدنا يوسف عليه السلام: فقد مر سيدنا يوسف عليه السلام بالكثير من الكروب والشدائد، لكن الله نجاه منها وأعلى قدره، قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ).

قصة سيدنا أيوب عليه السلام: فقد مر سيدنا أيوب عليه السلام بالكثير من الكروب والشدائد، لكن الله نجاه منها ورد عليه صحته وأهله وماله، قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).

قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: فقد مر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالكثير من الكروب والشدائد، لكن الله نجاه منها ونصره على أعدائه، قال الله تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).

6. وصايا في الفرج بعد الكرب:

الحمد والشكر لله: فمن أهم ما يجب علينا فعله بعد الفرج بعد الكرب الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَ

أضف تعليق