خطبة عن المال والبنون زينة الحياة الدنيا

خطبة عن المال والبنون زينة الحياة الدنيا

الخطبة: المال والبنون زينة الحياة الدنيا

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها المسلمون، إن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، كما قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. وهذا يعني أن المال والبنون من الأمور التي يحبها الناس ويرغبون فيها، ولكن يجب أن نعلم أن هذه الدنيا زائلة، وأن الحياة الحقيقية هي الآخرة، وأن المال والبنون لن ينفعونا يوم القيامة، إلا إذا استعملناهم في طاعة الله تعالى.

الفرع الأول: فضل المال

1. المال نعمة من الله تعالى، قال تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}.

2. المال وسيلة لتحقيق المصالح الدنيوية، قال تعالى: {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

3. المال وسيلة للتقرب إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنفق يا ابن آدم، ينفق الله عليك”.

الفرع الثاني: فضل البنين

1. البنون نعمة من الله تعالى، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}.

2. البنون قرة أعين الوالدين، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

3. البنون سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له ثلاث بنات، فأحسن صحبتهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته، دخل الجنة”.

الفرع الثالث: وجوب شكر النعمة

1. شكر النعمة واجب على كل مسلم، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

2. شكر النعمة يكون بالاعتراف بها، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ}.

3. شكر النعمة يكون باستخدامها في طاعة الله تعالى، قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا}.

الفرع الرابع: وجوب العدل بين الأبناء

1. العدل بين الأبناء واجب على كل مسلم، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}.

2. العدل بين الأبناء يكون في القسمة، قال تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا}.

3. العدل بين الأبناء يكون في المعاملة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم”.

الفرع الخامس: وجوب تربية الأبناء

1. تربية الأبناء واجب على كل مسلم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.

2. تربية الأبناء تكون بالتعليم، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.

3. تربية الأبناء تكون بالقدوة الحسنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.

الفرع السادس: وجوب الحفاظ على المال

1. الحفاظ على المال واجب على كل مسلم، قال تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

2. الحفاظ على المال يكون بعدم تبذيره، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

3. الحفاظ على المال يكون بعدم إضاعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تضيعوا المال، فإن الله لا يحب المسرفين”.

الفرع السابع: وجوب إنفاق المال في وجوه الخير

1. إنفاق المال في وجوه الخير واجب على كل مسلم، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.

2. إنفاق المال في وجوه الخير يكون بإعطاء الزكاة، قال تعالى: {وَآتِ الزَّكَاةَ}.

3. إنفاق المال في وجوه الخير يكون بالصدقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار”.

الخاتمة

أيها المسلمون، إن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، ولكن يجب أن نعلم أن هذه الدنيا زائلة، وأن الحياة الحقيقية هي الآخرة، وأن المال والبنون لن ينفعونا يوم القيامة، إلا إذا استعملناهم في طاعة الله تعالى. ولذلك، علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعم، وأن نستخدمها في طاعته، وأن نعدل بين أبنائنا، وأن نربيهم تربية صالحة، وأن نحافظ على أموالنا، وأن ننفقها في وجوه الخير.

أضف تعليق