خطبة عن تواضع النبي

خطبة عن تواضع النبي

مقدمة:

كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجًا فريدًا في التواضع، وكان هذا التواضع ينبع من إيمانه العميق بالله تعالى، وإدراكه بأنه مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بالله، وكان يرى أن التواضع هو أفضل ما يتحلى به المؤمن، لما فيه من خير لصاحبه في الدنيا والآخرة.

1. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتواضع في أقواله، فلا يتكلم بكلام فيه تعالٍ أو تكبر، وكان يحرص على أن تكون كلماته محببة إلى قلوب سامعيه، وكان لا يذم أحدًا ولا يلعنه ولا يسبه، وكان يحسن الكلام حتى مع خصومه وأعدائه.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد”، وكان يقول: “أنا بشر مثلكم، أخطئ وأصيب، فإذا رأيتموني على حق فأعينوني، وإذا رأيتموني على باطل فردوني”.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من مسلم يلقى مسلمًا فيقول له: السلام عليك ورحمة الله إلا قال له: وعليك السلام ورحمة الله وأهيب إكرامًا يوم القيامة”.

2. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتواضع في أفعاله، فلا يتكبر على أحد، وكان يجالس الفقراء والمساكين، وكان يأكل معهم ويشرب معهم، وكان يزورهم في بيوتهم ويسأل عن أحوالهم.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يخدم أهله بنفسه، وكان يخصف نعله ويحلب شاته ويحمل متاعه، وكان لا يستخدم أحدًا لخدمته، وكان يقول: “خير الناس أنفعهم للناس”.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقف في الصف مع الناس، وكان لا يتقدم عليهم، وكان يحمل أثقاله بنفسه، وكان لا يطلب من أحد أن يحملها عنه، وكان يقول: “لا يحمل أحدًا عني شيئًا”.

3. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتواضع في عباداته، وكان يصلي ويصوم ويحج ويتصدق، وكان يفعل ذلك خالصًا لوجه الله تعالى، وكان لا يتباهى بعباداته أو يتكبر على غيره.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إنما أنا عبد آكل وأشرب، وأصلي وأنام، وأجلس كما يجلس العبد، وأمشي كما يمشي العبد، وأركب الحمار، فمن رغب عن سنتي فليس مني”.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا صلى أحدكم فليصل كما يصلي المسافر، وليتق الله في جاره وأهله، فإنه لا يجيء يوم القيامة أحد بأفضل من خلق حسن”.

4. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتواضع مع أصحابه، وكان يجالسهم ويحادثهم ويسمع منهم، وكان لا يتعالى عليهم ولا يتكبر عليهم، وكان يشاركهم في أعمالهم ويجامل.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله أمرني أن تواضعوا، وأن لا يعتدي أحدكم على أحد، وأن لا يظلم أحدكم أحدًا”.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله”.

5. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع خدمه:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتواضع مع خدمه، وكان يعاملهم برفق ولين، وكان لا يضربهم ولا يؤذيهم، وكان يشاركهم في أعمالهم، وكان لا يتكبر عليهم.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق”.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “من ضرب غلامه أو جاريته، فكفارته أن يعتقه”.

6. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتواضع مع أهل الكتاب، وكان يعاملهم برفق ولين، وكان لا يسيء إليهم ولا يؤذيهم، وكان يحاورهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “ادعوا إلى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلوهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين”.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تبدؤوا أهل الكتاب بالسلام، وإذا لقيتم أحدًا منهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقها”.

7. تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار:

– كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتواضع مع الكفار، وكان يعاملهم برفق ولين، وكان لا يسيء إليهم ولا يؤذيهم، وكان يحاورهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تسبوا الذين يدعون من دون الله، فيسبوا الله عدوًا بغير علم”.

– وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عامًا”.

خاتمة:

كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجًا فريدًا في التواضع، وكان هذا التواضع ينبع من إيمانه العميق بالله تعالى، وإدراكه بأنه مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بالله، وكان يرى أن التواضع هو أفضل ما يتحلى به المؤمن، لما فيه من خير لصاحبه في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق