خطبة عن عدل عمر بن الخطاب

خطبة عن عدل عمر بن الخطاب

الخطبة:

العدل في عهد عمر بن الخطاب

المقدمة:

عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين، اشتهر بعدله وإنصافه، حتى أصبح مضرب المثل في العدل. عهد عمر بن الخطاب هو فترة حكم امتدت من عام 634 إلى 644 ميلادي، شهدت العديد من الفتوحات الإسلامية الكبرى، إلا أن عمر بن الخطاب لم يكن مهتمًا بالفتوحات فقط، بل كان حريصًا أيضًا على إرساء العدل والمساواة بين المسلمين.

1. العدل أساس الحكم:

كان عمر بن الخطاب يرى أن العدل هو أساس الحكم، وأن الحاكم العادل هو الذي يحكم بين الناس بالحق والإنصاف، دون تمييز بين فئات المجتمع المختلفة.

قال عمر بن الخطاب: “والله لو أن بغلة عثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة، لم لم تمهد لها الطريق يا عمر؟”.

وقد كان عمر بن الخطاب حريصًا على تطبيق العدل في جميع نواحي الحياة، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو القضاء.

2. العدل بين المسلمين وغير المسلمين:

لم يقتصر عدل عمر بن الخطاب على المسلمين فقط، بل شمل أيضًا غير المسلمين.

فقد كان عمر بن الخطاب يحكم بين المسلمين وغير المسلمين بالحق والإنصاف، دون أي تمييز بينهم.

قال عمر بن الخطاب: “أعطوا أهل الذمة ما شرط لهم، ولا تكلفوهم فوق طاقتهم”.

3. العدل في القضاء:

كان عمر بن الخطاب يولي القضاء اهتمامًا كبيرًا، وكان حريصًا على اختيار القضاة العادلين والنزيهين.

وقد كان عمر بن الخطاب يشدد على القضاة بضرورة إصدار الأحكام بالحق والإنصاف، دون أي مجاملات أو محسوبيات.

قال عمر بن الخطاب: “القضاة ثلاثة: قاضٍ يعلم الحق ويحكم به، فهذا مأجور. وقاضٍ يعلم الحق ولا يحكم به، فهذا آثم. وقاضٍ لا يعلم الحق ويحكم به، فهذا ظالم”.

4. العدل في السياسة:

كان عمر بن الخطاب حريصًا على تحقيق العدل في السياسة، وكان يرفض الظلم والاستبداد.

وقد كان عمر بن الخطاب يستمع إلى شكاوى الناس ويسعى إلى حلها، وكان يحاسب الولاة على أي ظلم يرتكبونه.

قال عمر بن الخطاب: “الناس صنفان: فإما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق”.

5. العدل في الاقتصاد:

كان عمر بن الخطاب حريصًا على تحقيق العدل في الاقتصاد، وكان يرفض الاحتكار والاستغلال.

وقد كان عمر بن الخطاب يفرض ضرائب عادلة على الناس، وكان يوزع الأموال على المحتاجين والفقراء.

قال عمر بن الخطاب: “لا تظلموا الناس، فإن الظلم مرتعه وخيم”.

6. العدل في الشورى:

كان عمر بن الخطاب حريصًا على تحقيق العدل في الشورى، وكان يستمع إلى آراء الصحابة قبل اتخاذ أي قرار.

وقد كان عمر بن الخطاب يختار أفضل الآراء، وكان يحرص على تنفيذها.

قال عمر بن الخطاب: “لا تستبدوا بالأمور، ولا تختصوا دون المسلمين بشيء”.

7. العدل في الحياة الشخصية:

لم يقتصر عدل عمر بن الخطاب على حياته العامة فقط، بل شمل أيضًا حياته الشخصية.

فقد كان عمر بن الخطاب عادلاً مع زوجاته وأفراد أسرته، وكان يحسن إليهم.

قال عمر بن الخطاب: “من أصلح أهله وأهله على سبيل الخير فقد أفلح”.

الخاتمة:

كان عمر بن الخطاب نموذجًا للحاكم العادل، وقد ترك خلفه إرثًا عظيمًا في العدل والإنصاف. وقد كان حكم عمر بن الخطاب فترة ازدهار واستقرار، شهدت العديد من الفتوحات الإسلامية الكبرى، إلا أن عمر بن الخطاب لم يكن مهتمًا بالفتوحات فقط، بل كان حريصًا أيضًا على إرساء العدل والمساواة بين المسلمين.

أضف تعليق