خطبة عن فضل بيت المقدس

خطبة عن فضل بيت المقدس

خطبة عن فضل بيت المقدس

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة والأخوات في الله، نلتقي اليوم لنستعرض معًا فضل بيت المقدس، تلك البقعة المباركة التي اختارها الله تعالى لتكون قبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

فضائل بيت المقدس في القرآن والسنة:

ورد ذكر بيت المقدس في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”، وفي السنة النبوية الشريفة وردت أحاديث كثيرة تبين فضل بيت المقدس، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”.

بيت المقدس أولى القبلتين:

كان بيت المقدس أولى القبلتين التي صلى إليها المسلمون، فقد فرض الله تعالى الصلاة باتجاهه على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وذلك قبل تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة. وقد بقي بيت المقدس قبلة للمسلمين لمدة 16 أو 17 شهرًا، حتى أمر الله تعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة.

إسراء ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم:

من أهم الأحداث التي وقعت في بيت المقدس هي إسراء ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أسرى الله تعالى بنبيه الكريم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلى. وقد ذكر الله تعالى هذه الحادثة في القرآن الكريم بقوله: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”.

بيت المقدس ثالث الحرمين الشريفين:

يعتبر بيت المقدس ثالث الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها قوله: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”.

بيت المقدس أرض الأنبياء والرسل:

عاش في بيت المقدس العديد من الأنبياء والرسل، منهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وسليمان وداوود وعيسى عليه السلام، وقد تركوا جميعًا آثارًا عظيمة في هذه الأرض المباركة.

بيت المقدس أرض الجهاد:

خاض المسلمون العديد من المعارك في بيت المقدس، وذلك للدفاع عن هذه الأرض المباركة من أعداء الإسلام، ومن أشهر هذه المعارك معركة حطين التي انتصر فيها المسلمون على الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، ومعركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان قطز على المغول.

المسجد الأقصى:

المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويقع في مدينة القدس في فلسطين، وقد بناه النبي يعقوب عليه السلام، ثم جدده النبي سليمان عليه السلام، وقد دمره الرومان عام 70 ميلادية، ثم أعاد بناءه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 691 ميلادية، وقد تعرض المسجد الأقصى للعديد من الاعتداءات من قبل الصليبيين والمغول، وفي عام 1967 احتلت إسرائيل مدينة القدس والمسجد الأقصى، وما زال المسجد الأقصى حتى يومنا هذا تحت الاحتلال الإسرائيلي.

القدس تحت الاحتلال:

تعاني مدينة القدس اليوم من الاحتلال الإسرائيلي، وقد قامت إسرائيل بالعديد من الاعتداءات على المدينة وعلى المسجد الأقصى، ومن أبرز هذه الاعتداءات حرق المسجد الأقصى عام 1969، وحفر الأنفاق تحته، والسماح للمستوطنين اليهود باقتحامه، وقد أدت هذه الاعتداءات إلى إثارة غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم.

التحرير:

يجب علينا أن نسعى إلى تحرير مدينة القدس من الاحتلال الإسرائيلي، وأن نعمل على إعادتها إلى أصحابها الشرعيين، المسلمين، وأن نقوم بإعمار المسجد الأقصى، وإزالة آثار الاحتلال منه، وأن نجعله منارة للعلم والمعرفة، ومكانًا للعبادة والتقوى.

الخاتمة:

في نهاية هذه الخطبة، أدعوكم جميعًا إلى الاهتمام ببيت المقدس، والدفاع عنه من أعداء الإسلام، والعمل على تحريره من الاحتلال الإسرائيلي، وأن نسأل الله تعالى أن يرزقنا زيارة بيت المقدس، وأن يجعلنا من المرابطين فيه، وأن يرفع عنا الظلم والاحتلال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *