خطبة مكتوبة عن نكران الجميل

خطبة مكتوبة عن نكران الجميل

خطبة مكتوبة عن نكران الجميل

المقدمة:

الحمد لله الذي علمنا البيان، وأنزع الغش والإثم عن وجدان. والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله الخاتم للأنبياء والمرسلين. أما بعد:

فإن نكران الجميل من أقبح الصفات وأسوأها، وهو من أعظم الذنوب، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه الكريم، فقال سبحانه: “وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ نَسُوا نِعْمَتَهُ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.

أولاً: مفهوم نكران الجميل:

نكران الجميل هو جحود الإنسان بالإحسان الذي قدم إليه، وعدم الاعتراف به، وعدم شكر المحسن عليه. وهو من الصفات السيئة التي تدل على لؤم النفس وسوء الخلق. كما يعد من أنواع الظلم الذي نهى عنه الله تعالى في كتابه الكريم.

ثانياً: أنواع نكران الجميل:

1. نكران الجميل بالإساءة إلى المحسن:

وهو من أشد أنواع نكران الجميل، حيث يقوم الإنسان بالإساءة إلى الشخص الذي أحسن إليه، سواء بالإيذاء أو السب أو الشتم أو الغدر أو غير ذلك من أنواع الإساءة.

2. نكران الجميل بعدم الاعتراف بالإحسان:

وهو أن يتجاهل الإنسان الإحسان الذي قدم إليه، ولا يعترف به، ولا يشكر المحسن عليه، وكأن لم يكن شيئاً.

3. نكران الجميل بالتقليل من شأن الإحسان:

وهو أن يحاول الإنسان التقليل من شأن الإحسان الذي قدم إليه، أو ينكر فضله، أو يستهين به، وكأنه شيء بسيط لا يستحق الشكر.

ثالثاً: أسباب نكران الجميل:

1. سوء الخلق:

يعد من أهم أسباب نكران الجميل، حيث أن الشخص الذي يمتلك خلقًا سيئًا، لا يقدر على الإحسان، ولا يحترم المحسن، ولا يشعر بقيمة الجميل.

2. الجشع والطمع:

يعتبر من أهم الأسباب التي تدفع الإنسان إلى نكران الجميل، حيث أن الشخص الجشع والطماع لا يرضى بما قدم إليه من إحسان، ولا يشبع نهمه، ويطمع في المزيد، فيجحد الإحسان الذي تلقاه.

3. الكبر والغرور:

يعد الكبر والغرور من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نكران الجميل، حيث أن الشخص المتكبر والغرور يرى نفسه فوق الآخرين، ولا يرى فضلًا لأحد عليه، فيجحد الإحسان الذي تلقاه.

رابعاً: آثار نكران الجميل:

1. غضب الله تعالى:

يعد نكران الجميل من الذنوب العظيمة التي تغضب الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى ليوئد المؤمن على نكران الجميل”.

2. فقدان المحبة والاحترام:

يؤدي نكران الجميل إلى فقدان المحبة والاحترام بين الناس، حيث أن الشخص الذي يجحد الإحسان، يفقد محبة واحترام المحسن إليه، والعكس صحيح.

3. قطع الصلات الاجتماعية:

قد يؤدي نكران الجميل إلى قطع الصلات الاجتماعية بين الناس، حيث أن الشخص الذي يجحد الإحسان، لا يريد أن يرى المحسن إليه، والعكس صحيح.

خامساً: علاج نكران الجميل:

1. تربية الأبناء على الإحسان وشكره:

يجب على الآباء والأمهات تربية أبنائهم على الإحسان وشكره، وتعليمهم قيمة الجميل، وأن نكرانه من أسوأ الصفات وأقبحها، وأن من جحد الإحسان فقد جحد الله تعالى.

2. نشر الوعي المجتمعي بخطورة نكران الجميل:

يجب على وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والدينية العمل على نشر الوعي المجتمعي بخطورة نكران الجميل، وتوعية الناس بضرورة الإحسان وشكره، وأن نكرانه من أقبح الصفات وأسوأها.

3. تقوية الوازع الديني لدى الناس:

يجب العمل على تقوية الوازع الديني لدى الناس، وغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم، وتوعيتهم بأن نكران الجميل من الذنوب العظيمة التي تغضب الله تعالى، وأن من جحد الإحسان فقد جحد الله تعالى.

سادساً: فضل الإحسان وشكر الجميل:

1. رضا الله تعالى:

يعد الإحسان وشكر الجميل من العبادات التي يرضى عنها الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه”.

2. محبة الناس واحترامهم:

يؤدي الإحسان وشكر الجميل إلى محبة الناس واحترامهم، حيث أن الشخص الذي يحسن إلى الآخرين ويشكرهم على إحسانهم، يكتسب محبتهم واحترامهم.

3. زيادة البركة في الرزق:

يؤدي الإحسان وشكر الجميل إلى زيادة البركة في الرزق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه، فإن الدعاء له صدقة”.

سابعاً: قصص وعبر عن نكران الجميل:

1. قصة سيدنا يوسف عليه السلام وإخوته:

تعد قصة سيدنا يوسف عليه السلام وإخوته من أشهر القصص التي تحكي عن نكران الجميل، حيث أن إخوة يوسف حسدوه على محبة أبيه له، فباعوه لأخوة من المسافرين، ثم رموه في البئر، حتى ظنوا أنه مات، ثم باعوه مرة أخرى إلى أهل مصر.

2. قصة سيدنا أيوب عليه السلام:

تعد قصة سيدنا أيوب عليه السلام من أشهر القصص التي تحكي عن صبر المؤمن على البلاء، حيث أن سيدنا أيوب ابتلي بمرض شديد، حتى أن زوجته وأهله تركوه، ولم يبق معه إلا صديقه الوحيد، ولكن سيدنا أيوب صبر على البلاء، ولم يجحد نعمة الله عليه.

3. قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون:

تعد قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون من أشهر القصص التي تحكي عن نكران الجميل، حيث أن فرعون استعبد بني إسرائيل، وأهانهم، وأذلهم، حتى أن الله تعالى أرسل سيدنا موسى عليه السلام لإنقاذهم، ولكن فرعون جحد نعمة الله عليه، وأمر بقتل سيدنا موسى عليه السلام، ولكن الله تعالى نجى سيدنا موسى عليه السلام، وأهلك فرعون وقومه.

الخاتمة:

إن نكران الجميل من أقبح الصفات وأسوأها، وهو من أعظم الذنوب، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه الكريم. ويجب على المسلم أن يحسن إلى الآخرين ويشكرهم على إحسانهم، وأن يتجنب نكران الجميل، حتى ينال رضى الله تعالى ومحبة الناس واحترامهم.

أضف تعليق