خطبه عن المواساه في القران الكريم

خطبه عن المواساه في القران الكريم

الخطبة عن المواساة في القرآن الكريم

المقدمة:

يعتبر القرآن الكريم دستورًا شاملاً للمسلمين، فيه هداية ورحمة للمؤمنين، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على العديد من الفضائل والأخلاق الحميدة، ومن أبرز هذه الفضائل المواساة، فالمواساة هي مشاركة الآخرين في أحزانهم وأفراحهم، وهي من أعظم الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف.

قصة سيدنا أيوب عليه السلام:

ومن أروع قصص المواساة في القرآن الكريم قصة سيدنا أيوب عليه السلام، فقد ابتلاه الله سبحانه وتعالى بالعديد من المصائب، ففقد ماله وولده وصحته، ومع ذلك ظل صابرًا محتسبًا، ولم يجزع على ما أصابه، بل ظل يواسي الآخرين ويخفف عنهم أحزانهم، فعندما زاره أصدقاؤه الثلاثة ليعزوه في مصيبته، قال لهم: {إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}، فواسوه وصبروا معه.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام:

ومن قصص المواساة في القرآن الكريم أيضًا قصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد دخل السجن ظلماً، ومع ذلك ظل صابرًا محتسبًا، ولم ييأس من رحمة الله تعالى، بل كان يواسي المسجونين معه ويخفف عنهم أحزانهم.

المواساة في السراء والضراء:

المواساة ليست مقصورة على الأوقات الصعبة فقط، بل يجب أن نواس الناس في السراء والضراء، ففي السراء يجب أن نفرح معهم ونشاطرهم فرحتهم، وفي الضراء يجب أن نصبرهم ونخفف عنهم أحزانهم.

المواساة بالمال:

أحد أشكال المواساة هو المواساة بالمال، فالمال هو أساس الحياة، ومن خلاله يمكننا أن نخفف عن الناس الكثير من الأعباء والمشاكل.

المواساة بالجهد:

وهي تتمثل في مشاركة الآخرين في أعمالهم والتخفيف عنهم، ومن هذا القبيل، مشاركة المريض فترة مرضه بشكل مباشر، وحمل بعض المسؤوليات عنه، ومشاركته القيام بعلاج نفسه، ومد يد العون والمساعدة له، وتخفيف الأعباء عنه.

المواساة بالكلمة الطيبة:

أحيانًا قد تكون الكلمة الطيبة كافية لمواساة شخص ما، فالكلمة الطيبة لها مفعول السحر في نفوس الناس، ويمكن أن ترفع من معنوياتهم وتحسن مزاجهم.

الابتعاد عن التجريح:

ومن أعظم صور المواساة هو تجنب التجريح والإهانة، فالتجريح والإهانة لا يزيدان الأمر إلا سوءًا، بل يجب أن نكون حذرين في كلماتنا ونحرص على أن تكون كلماتنا مواساة ومؤلمة.

الخاتمة:

المواساة من أعظم الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وهي من أهم أسباب تماسك المجتمع، وللمواساة أشكال وأنواع عديدة، يجب أن نحرص على ممارستها في جميع أوقاتنا، وفي السراء والضراء.

أضف تعليق