دعاء التراويح السديس مكتوب
مقدمة:
شهر رمضان المبارك هو شهر الغفران والرحمة، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”، ولذلك فإن المسلمين يحرصون على إحياء ليالي رمضان بالصلاة والذكر والدعاء، ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم في ليالي رمضان هو دعاء التراويح.
أولاً: فضل دعاء التراويح:
لدعاء التراويح فضل كبير، ومن ذلك:
1. أنه دعاء مستجاب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”، وهذا الحديث يشمل جميع دعوات المسلم في رمضان، ومنها دعاء التراويح.
2. أنه دعاء مبارك، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليلة القدر في رمضان، وهي خير من ألف شهر”، وهذا الحديث يدل على أن جميع ليالي رمضان مباركة، ومنها ليالي التراويح.
3. أنه دعاء جامع، حيث يدعو المسلم فيه بما ينفعه في دينه ودنياه، ومن ذلك: المغفرة والرحمة والعافية والهداية والرزق.
ثانيًا: آداب دعاء التراويح:
هناك بعض الآداب التي ينبغي للمسلم أن يراعيها عند دعائه في التراويح، ومن ذلك:
1. الإخلاص لله تعالى، وأن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى لا لرياء ولا سمعة.
2. حضور القلب، وعدم الانشغال بالتفكير في أمور الدنيا أثناء الدعاء.
3. رفع اليدين عند الدعاء، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4. الدعاء بصوت خافت، حتى لا يُؤذي الآخرين.
5. الإلحاح في الدعاء، وعدم الاستعجال في الإجابة.
ثالثًا: أوقات دعاء التراويح:
يمكن للمسلم أن يدعو في التراويح في أي وقت من الليل، ولكن أفضل الأوقات للدعاء هي:
1. عند دخول المسجد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل أحدكم المسجد، فليركع ركعتين قبل أن يجلس”.
2. بين السجدتين، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء بين السجدتين”.
3. بعد صلاة الفجر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة”.
رابعًا: مواضع دعاء التراويح:
يمكن للمسلم أن يدعو في التراويح في أي مكان في المسجد، ولكن أفضل الأماكن للدعاء هي:
1. خلف الإمام، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فلا تدعوا بين السجدتين”.
2. في المحراب، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في المحراب ويدعو.
3. في السدة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في السدة ويدعو.
خامسًا: أدعية التراويح:
هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في التراويح، ومن ذلك:
1. دعاء المغفرة والرحمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
2. دعاء العافية والهداية، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: “اللهم اغفر لي ذنوبي، واهدني سبيلي، وعافني في بدني”.
3. دعاء الرزق، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم ارزقني رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تجعلني محتاجًا إلى أحد من خلقك”.
سادسًا: ختام دعاء التراويح:
ينبغي للمسلم أن يختم دعاء التراويح بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أي دعاء لا يُختم بالصلاة عليّ فهو أجذم”.
سابعًا: فضل صلاة التراويح:
لصلاة التراويح فضل كبير، ومن ذلك:
1. أنها من السنن المؤكدة، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا يسلم، ويصلي أربعًا فلا يسلم، ويصلي ثلاثًا ويوتر”.
2. أنها سبب لمغفرة الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه”.
3. أنها سبب لرفع الدرجات في الجنة، فعن أبي أمامه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام الليل كله”.
خاتمة:
دعاء التراويح هو من أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في رمضان، وهو مستجاب بإذن الله تعالى، ولذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء في التراويح، وأن يدعو بما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يختم دعاءه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.