مقدمة
شهر رمضان هو الشهر التاسع من التقويم الإسلامي، وهو شهر مقدس عند المسلمين، إذ يعتبر فترة للصيام والتقرب إلى الله، وقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، والتي كان يحافظ عليها ويوصي بها أصحابه، ومن أهم هذه الأعمال:
الصيام:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهر رمضان كاملاً، حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر يوماً في رمضان إلا يوم عرفة).
وكان يحرص على أن لا يفوته شيء من شهر رمضان، فكان يصوم حتى وإن كان مسافراً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أنزل رمضان ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصمنا، وواصل السير، فقلنا: يا رسول الله لو أنك أفطرت، قال: إني مسافر).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بصيام رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاء رمضان شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم).
قيام الليل:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قيام الليل في رمضان، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في رمضان حتى تتورم قدماه، فقالت له: يا رسول الله، أتتكلف هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً).
وكان يستحب أن يحيي ليلة القدر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وكان يوقظ أهله ليلة القدر، فيقومون ويصلون).
وكان يصلي في قيام الليل بالقرآن الكريم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان العشاء، ثم يمكث قليلاً، ثم يصلي إحدى عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة).
الإفطار:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على الرطب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمر حسا حسوات من ماء).
وكان يحب أن يفطر مع أصحابه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله).
وكان يوصي أصحابه بالإفطار عند غروب الشمس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).
السحور:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسحر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (تسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الصوم، ثم قال: تسحروا فإن في السحور بركة).
وكان يستحب أن يتسحر بالتمر والماء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسحر بتسع تمرات).
وكان يوصي أصحابه بالتسحر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحروا فإن السحور بركة).
الاعتكاف:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان).
وكان يعتكف في المسجد، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد، فيبني له قبة من أدم، فيعتكف فيها).
وكان يصلي ويقرأ القرآن ويتعبد في اعتكافه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أقبل على الصلاة وقراءة القرآن وتلاوة الذكر).
صدقة الفطر:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج صدقة الفطر، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين).
وكان يخرجها قبل صلاة العيد، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نخرج صدقة الفطر قبل خروجنا إلى الصلاة).
وكان يوصي أصحابه بإخراجها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدق بصاع من تمر أو صاع من شعير أعتق الله رقبة من النار).
الخاتمة
هذه بعض أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، والتي كان يحافظ عليها ويوصي بها أصحابه، فكان يصوم ويقوم الليل ويفطر مع أصحابه ويتسحر ويعتكف ويخرج صدقة الفطر، وكان كل ذلك تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى وابتغاء لرضاه.