سورة عبس
مقدمة:
سورة عبس هي سورة مكية، عدد آياتها 42 آية، وهي السورة رقم 80 في ترتيب المصحف الشريف. نزلت بعد سورة الغاشية، وسميت بهذا الاسم تيمناً بأول كلمة فيها “عبس”. وهي من السور التي تتناول موضوع الإعراض عن الفقراء والمساكين، وتحث على التواضع والإنصاف.
التعريف بالسورة:
سورة عبس من السور المكية، نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.
تتكون السورة من 42 آية، وهي من السور متوسطة الطول.
سميت سورة عبس نسبة إلى أول كلمة فيها، وهي “عبس”.
موضوع السورة الرئيسي هو الإعراض عن الفقراء والمساكين، وتحث على التواضع والإنصاف.
سبب نزول السورة:
يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذات يوم جالسًا يتحدث مع الملأ من قريش، إذ أتاه رجل أعمى فقير وطلب منه أن يدعو له بالهداية.
فعبس الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهه وأعرض عنه، وانشغل بالحديث مع الملأ من قريش.
فأنزل الله تعالى سورة عبس لتوبيخ الرسول صلى الله عليه وسلم على إعراضه عن الفقير الأعمى، ولتحذيره من الاستكبار والغرور.
موضوعات السورة:
الإعراض عن الفقراء والمساكين.
التواضع والإنصاف.
وجوب أداء الزكاة.
تحريم الربا.
وجوب إطعام الطعام للفقراء.
الأمر بالصلاة والزكاة.
التحذير من الاستكبار والغرور.
الإعراض عن الفقراء والمساكين:
في بداية السورة، يوبخ الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم على إعراضه عن الفقير الأعمى، ويقول له: “عبس وتولى أن جاءه الأعمى”.
ويوضح الله تعالى أن الإعراض عن الفقراء والمساكين هو من الكبائر، ويقول: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون”.
ويحذر الله تعالى من عذاب جهنم لمن يعرض عن الفقراء والمساكين، ويقول: “فبشرهم بعذاب أليم”.
التواضع والإنصاف:
يحث الله تعالى على التواضع والإنصاف في التعامل مع الفقراء والمساكين، ويقول: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”.
ويوضح الله تعالى أن التواضع والإنصاف من صفات المتقين، ويقول: “وأن أقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان”.
ويحذر الله تعالى من الظلم والغرور، ويقول: “ولا تطغوا في الأرض مفسدين”.
وجوب أداء الزكاة:
يأمر الله تعالى بإخراج الزكاة، وهي من العبادات المالية التي فرضها الله تعالى على المسلمين، ويقول: “وآتوا الزكاة”.
ويوضح الله تعالى أن الزكاة حق للفقراء والمساكين، ويقول: “وإنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم”.
ويبين الله تعالى أن إخراج الزكاة يطهر النفس ويغفر الذنوب، ويقول: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم”.
تحريم الربا:
يحرم الله تعالى الربا، وهو الزيادة على رأس المال في القرض، ويقول: “يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون”.
ويوضح الله تعالى أن الربا من الكبائر، ويقول: “وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون”.
ويحذر الله تعالى من عذاب جهنم لمن يأخذ الربا، ويقول: “فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون”.
وجوب إطعام الطعام للفقراء:
يأمر الله تعالى بإطعام الطعام للفقراء والمساكين، ويقول: “وإطعام الطعام على حبه مسكينًا أو يتيمًا أو أسيرًا”.
ويوضح الله تعالى أن إطعام الطعام للفقراء والمساكين من الأعمال الصالحة التي يتقبلها الله تعالى، ويقول: “ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم”.
ويحذر الله تعالى من إهمال الفقراء والمساكين، ويقول: “ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير”.
الأمر بالصلاة والزكاة:
يأمر الله تعالى بالصلاة والزكاة، وهما من أركان الإسلام الخمسة، ويقول: “وأن أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين”.
ويوضح الله تعالى أن الصلاة والزكاة من العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله تعالى، ويقول: “فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
ويحذر الله تعالى من ترك الصلاة والزكاة، ويقول: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون”.
التحذير من الاستكبار والغرور:
يحذر الله تعالى من الاستكبار والغرور، ويقول: “ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً”.
ويوضح الله تعالى أن الاستكبار والغرور من صفات الكافرين، ويقول: “ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم”.
ويحذر الله تعالى من عذاب جهنم لمن يستكبر ويتجبر، ويقول: “فلهم عذاب في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم”.
الخاتمة:
سورة عبس من السور الهامة في القرآن الكريم، وهي تتناول موضوعات مهمة مثل الإعراض عن الفقراء والمساكين، والتواضع والإنصاف، ووجوب أداء الزكاة، وتحريم الربا، ووجوب إطعام الطعام للفقراء، والأمر بالصلاة والزكاة، والتحذير من الاستكبار والغرور. وفي هذه السورة، يبين الله تعالى أحكامًا شرعية مهمة، ويحث المسلمين على فعل الخير والتقوى، ويحذرهم من الوقوع في المعاصي والذنوب.