شرح حديث رفع القلم عن ثلاث

شرح حديث رفع القلم عن ثلاث

شرح حديث رفع القلم عن ثلاث

مقدمة:

حديث رفع القلم عن ثلاث من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات المهمة، والتي لها أثر كبير في حياة الإنسان المسلم، لما فيها من تخفيف وتيسير ورفع للحرج، وفي هذا المقال سنحاول شرح هذا الحديث وتوضيح معانيه ودلالاته.

شرح الحديث:

1. رفع القلم عن النائم:

يقصد بالنوم هنا النوم الطبيعي الذي لا اختيار للإنسان فيه، وهو النوم الذي يغيب فيه عن الوعي والإدراك، فإذا نام الإنسان رفع عنه القلم فلا تكتب عليه سيئاته، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق”. متفق عليه.

وهذا يدل على رحمة الله تعالى بعباده، وتخفيفه عليهم، فالنوم حاجة طبيعية للإنسان، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عنه، فلو كان الإنسان مؤاخذاً على ما يفعله أثناء نومه لكان ذلك من أعظم المشقة عليه.

ومن المهم الإشارة إلى أن رفع القلم عن النائم لا يعني أنه معفى من العقاب على ما فعله قبل النوم، فإذا فعل الإنسان شيئاً محرماً قبل النوم فإنه مؤاخذ عليه، ولكن لا يعاقب على ما فعله أثناء نومه.

2. رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم:

يقصد بالصبي هنا الطفل الذي لم يبلغ الحلم بعد، وهو السن الذي يكون فيه الطفل قادراً على تمييز الخير من الشر، وفهم ما هو حلال وما هو حرام، وعادة ما يكون هذا السن هو سن البلوغ، والذي يختلف من طفل إلى آخر.

فإذا فعل الصبي شيئاً محرماً قبل أن يبلغ الحلم فإنه لا يؤاخذ عليه، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق”. متفق عليه.

وهذا يدل على رحمة الله تعالى بالأطفال، وتخفيفه عليهم، فالأطفال لا يملكون القدرة على تمييز الخير من الشر، ولا على فهم ما هو حلال وما هو حرام، فلو كانوا مؤاخذين على ما يفعلونه قبل البلوغ لكان ذلك من أعظم المشقة عليهم.

3. رفع القلم عن المجنون حتى يفيق:

يقصد بالمجنون هنا الشخص الذي فقد عقله بسبب مرض أو حادث أو أي سبب آخر، ولا يكون قادراً على تمييز الخير من الشر، وفهم ما هو حلال وما هو حرام.

فإذا فعل المجنون شيئاً محرماً أثناء جنونه فإنه لا يؤاخذ عليه، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق”. متفق عليه.

وهذا يدل على رحمة الله تعالى بالمجانين، وتخفيفه عليهم، فالمجانين لا يملكون القدرة على التحكم في أفعالهم، ولا على فهم ما هو حلال وما هو حرام، فلو كانوا مؤاخذين على ما يفعلونه أثناء جنونهم لكان ذلك من أعظم المشقة عليهم.

4. الحكمة من رفع القلم عن هذه الفئات الثلاث:

الحكمة الأولى: التخفيف على هذه الفئات الثلاث، والتيسير عليهم، فالنوم والطفولة والجنون هي حالات لا يملك فيها الإنسان القدرة على التحكم في أفعاله، فلو كان مؤاخذاً على ما يفعله في هذه الحالات لكان ذلك من أعظم المشقة عليه.

الحكمة الثانية: حفظ كرامة الإنسان، فالإنسان في هذه الحالات الثلاث لا يكون قادراً على حماية نفسه والدفاع عن نفسه، فلو كان مؤاخذاً على ما يفعله في هذه الحالات لكان ذلك من أعظم الإهانة له.

الحكمة الثالثة: إظهار عدل الله تعالى ورحمته بعباده، فالله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يؤاخذ عباده إلا بما يستطيعون تحمله، وهذه الحالات الثلاث هي حالات لا يستطيع الإنسان فيها تحمل المسئولية.

5. شروط رفع القلم عن هذه الفئات الثلاث:

الشرط الأول: أن يكون النوم طبيعياً لا اختيار للإنسان فيه، فإذا كان الإنسان يتظاهر بالنوم حتى يتحاشى المسئولية فإن القلم لا يرفع عنه.

الشرط الثاني: أن يكون الصبي لم يبلغ الحلم بعد، فإذا بلغ الحلم رفع عنه القلم وأصبح مؤاخذاً على أفعاله.

الشرط الثالث: أن يكون المجنون فاقداً لعقله تماماً، فإذا كان المجنون قادراً على تمييز الخير من الشر فإن القلم لا يرفع عنه.

6. آثار رفع القلم عن هذه الفئات الثلاث:

الأثر الأول: رفع الحرج عن هذه الفئات الثلاث، فعدم مؤاخذتها على أفعالها في هذه الحالات يجعلها تشعر بالراحة والطمأنينة.

الأثر الثاني: حفظ كرامة هذه الفئات الثلاث، فعدم مؤاخذتها على أفعالها في هذه الحالات يجعلها تشعر بأنها محترمة ومقدرة.

الأثر الثالث: إظهار عدل الله تعالى ورحمته بعباده، فرفع القلم عن هذه الفئات الثلاث يدل على أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يؤاخذ عباده إلا بما يستطيعون تحمله.

7. أهمية الحديث الشريف:

حديث رفع القلم عن ثلاث من الأحاديث النبوية الشريفة المهمة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات المهمة، والتي لها أثر كبير في حياة الإنسان المسلم.

هذا الحديث يدل على رحمة الله تعالى بعباده، وتخفيفه عليهم، ورفع الحرج عنهم، وحفظ كرامتهم.

هذا الحديث يبين لنا أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يؤاخذ عباده إلا بما يستطيعون تحمله.

الخاتمة:

حديث رفع القلم عن ثلاث من الأحاديث النبوية الشريفة المهمة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات المهمة، والتي لها أثر كبير في حياة الإنسان المسلم، لما فيها من تخفيف وتيسير ورفع للحرج، وفي هذا المقال حاولنا شرح هذا الحديث وتوضيح معانيه ودلالاته، نسأل الله تعالى أن ينفعنا به وأن يرزقنا حسن الفهم والتطبيق.

أضف تعليق