رفع القلم عن ثلاث عن الصَّبِيِّ حتى يحتلم شرح

رفع القلم عن ثلاث عن الصَّبِيِّ حتى يحتلم شرح

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،

فإن رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتى يحتلم من الأمور الشرعية المهمة التي لها آثارها وتطبيقاتها العملية في حياة الصغار وحقوقهم ومسؤولياتهم، ولذا كان من الضروري إلقاء الضوء عليها وشرحها بالتفصيل، وهذا ما سنقوم به في هذا المقال.

أقسام رفع القلم:

ينقسم رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم إلى قسمين:

1. رفع القلم عن التكليف:

وهو يعني أن الصبي الذي لم يبلغ الحلم لا يُكلف بالعبادات، ولا يحاسب على تركها، فلا يؤمر بالصلاة ولا بالصيام ولا بالحج ولا بغيرها من العبادات، ولا يُعاقب على تركها.

2. رفع القلم عن الإثم:

وهو يعني أن الصبي الذي لم يبلغ الحلم لا يُؤاخذ على ذنوبه ومعاصيه، ولا يُحاسب عليها، ولا يُعاقب عليها في الدنيا أو في الآخرة، وهذا لا يعني أنه يجوز له ارتكاب المعاصي، بل يجب عليه أن يتجنبها قدر استطاعته، وأن يتعلم الأحكام الشرعية والأخلاق الحميدة.

الأدلة على رفع القلم:

هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم، ومنها:

1. الأحاديث النبوية:

ومنها حديث أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق”.

2. الإجماع:

وقد أجمع العلماء على أن القلم مرفوع عن الصبي حتى يحتلم، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين.

الحكمة من رفع القلم:

لقد شرع الله رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم لحكمة بالغة، وهي:

1. حماية الصبي من التكليف والمشقة:

فالطفل في هذه المرحلة من عمره لا يزال صغيرًا وضعيفًا، ولا يتحمل التكاليف الشرعية، ولذا شرع الله رفع القلم عنه حتى لا يُكلف بما لا يطيق.

2. إتاحة الفرصة للصبي ليتعلم الأحكام الشرعية والأخلاق الحميدة:

ففي هذه المرحلة من عمره يتعلم الصبي الأحكام الشرعية والأخلاق الحميدة، ويتدرب على تطبيقها، ويتربى على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يهيئه ليكون إنسانًا صالحًا ومسلمًا ملتزمًا.

آثار رفع القلم:

لرفع القلم عن الصبي حتى يحتلم العديد من الآثار، ومنها:

1. عدم التكليف بالعبادات:

كما ذكرنا سابقًا، فإن الصبي الذي لم يبلغ الحلم لا يُكلف بالعبادات، فلا يؤمر بالصلاة ولا بالصيام ولا بالحج ولا بغيرها من العبادات، ولا يُعاقب على تركها.

2. عدم المؤاخذة على الذنوب والمعاصي:

كما ذكرنا أيضًا، فإن الصبي الذي لم يبلغ الحلم لا يُؤاخذ على ذنوبه ومعاصيه، ولا يُحاسب عليها، ولا يُعاقب عليها في الدنيا أو في الآخرة.

3. عدم صحة تصرفاته المالية:

أيضًا، فإن تصرفات الصبي المالية غير صحيحة، ولا تُلزم ولا تُعتبر ملزمة له، وهذا لأن الصبي لا يملك أهلية التصرف المالي، ولا يُعتبر رشيدًا.

صور رفع القلم عن الصبي:

هناك العديد من الصور التي يظهر فيها رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم، ومنها:

1. عدم محاسبة الصبي على ترك العبادات:

إذا ترك الصبي الصلاة أو الصيام أو الحج أو غيرها من العبادات، فلا يُحاسب عليها ولا يُعاقب عليها، وهذا لأن القلم مرفوع عنه.

2. عدم مؤاخذة الصبي على ذنوبه ومعاصيه:

إذا ارتكب الصبي ذنوبًا أو معاصي، فلا يُؤاخذ عليها ولا يُعاقب عليها في الدنيا أو في الآخرة، وهذا لأن القلم مرفوع عنه.

3. عدم صحة تصرفات الصبي المالية:

إذا تصرف الصبي في ماله، مثل أن باع أو اشترى أو وهب، فإن تصرفاته هذه غير صحيحة ولا تُلزم ولا تُعتبر ملزمة له، وهذا لأن الصبي لا يملك أهلية التصرف المالي.

متى يبلغ الصبي الحلم؟

يبلغ الصبي الحلم بأحد أمرين:

1. تمام خمسة عشر عامًا هجريًا:

إذا أتم الصبي خمسة عشر عامًا هجريًا، فإنه يبلغ الحلم، بغض النظر عن علامات البلوغ الأخرى.

2. ظهور علامات البلوغ:

إذا ظهرت على الصبي علامات البلوغ، مثل احتلام أو إنبات شعر العانة أو تغير الصوت، فإنه يبلغ الحلم، وإن كان لم يبلغ خمسة عشر عامًا هجريًا.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم من الأمور الشرعية المهمة التي لها آثارها وتطبيقاتها العملية في حياة الصغار وحقوقهم ومسؤولياتهم، وقد أوضحنا في هذا المقال أقسام رفع القلم وأدلته وحكمته وآثاره وصوره ومتى يبلغ الصبي الحلم، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه وأن يجعلنا من المتقين.

أضف تعليق