صور اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

مقدمة:

إن الله تعالى يصف نفسه في القرآن الكريم بصفات كثيرة، منها العفو، والعفو هو الصفح عن الذنوب والخطايا، وهو من صفات الله تعالى التي تدل على رحمته الواسعة وفضله العظيم، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدعو المؤمنين إلى الاستغفار والتوبة، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبَّكُمْ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.

1. معنى العفو عند الله:

العفو عند الله تعالى يعني التجاوز عن الذنوب والخطايا والتغاضي عنها وعدم المؤاخذة عليها، وهو من صفات الله تعالى التي تدل على رحمته الواسعة وفضله العظيم، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدعو المؤمنين إلى الاستغفار والتوبة، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبَّكُمْ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.

2. صور من عفو الله تعالى:

– ذكر القرآن الكريم العديد من القصص التي تدل على عفو الله تعالى ورحمته الواسعة، ومن هذه القصص قصة نبي الله يوسف عليه السلام، فقد عفا عن إخوته الذين ظلموه وألقوه في الجب، وقال لهم: “لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين”.

– كما ورد في القرآن الكريم قصة نبي الله داود عليه السلام، فقد عفا عن نفسه عندما اعترف بخطئه وتاب إلى الله تعالى، قال تعالى: “وَنَبِّئْهُمْ بِنَبَإِ دَاوُدَ إِذْ دَخَلَ الْمِحْرَابَ وَمَا قَالَ لَهُ الْأَخْوِيَا اللَّذَانِ مَا أَرَى أَنْ تُسَمِّيهِمَا فَرَاقَبَهُمَا فِي الْغَارِ”.

– ومن صور عفو الله تعالى أيضاً أنه يستجيب لدعاء الداعين ويغفر لهم ذنوبهم، قال تعالى: “وَإِذْ تَسْتَغْفِرُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ قَوْلًا إِنِّي غَفُورٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى”.

3. فضل الاستغفار والتوبة:

– إن الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من أهم أسباب نيل العفو والمغفرة، قال تعالى: “وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا”.

– كما أن الاستغفار والتوبة من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”.

– ومن فضل الاستغفار والتوبة أيضاً أنه يرفع البلاء والضر عن المؤمنين، قال تعالى: “وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ”.

4. آداب الاستغفار والتوبة:

– يجب أن يكون الاستغفار والتوبة نابعين من القلب، وأن يكون المؤمن صادقاً في نيته في التوبة، وأن يعزم على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي.

– من آداب الاستغفار والتوبة أن يكون عاماً، أي أن يشمل جميع الذنوب والمعاصي التي ارتكبها المؤمن، سواء كانت كبيرة أم صغيرة.

– من آداب الاستغفار والتوبة أيضاً أن يكون مستمراً، أي أن يستمر المؤمن في الاستغفار والتوبة حتى يلقى الله تعالى.

5. أسباب العفو والمغفرة:

– من أسباب العفو والمغفرة عند الله تعالى الإيمان بالله تعالى وعبادته حق عبادته.

– من أسباب العفو والمغفرة أيضاً التوبة الصادقة والندم على الذنوب والمعاصي التي ارتكبها المؤمن.

– من أسباب العفو والمغفرة كذلك الإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات التي تقرب المؤمن إلى الله تعالى.

6. شروط العفو والمغفرة:

– من شروط العفو والمغفرة عند الله تعالى أن يتوب المؤمن توبة صادقة عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها.

– من شروط العفو والمغفرة أيضاً أن يبتعد المؤمن عن الذنوب والمعاصي بعد توبته عنها.

– من شروط العفو والمغفرة كذلك أن يكون المؤمن صادقاً في نيته في التوبة، وأن يعزم على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي.

7. علامات العفو والمغفرة:

– من علامات العفو والمغفرة عند الله تعالى أن يشعر المؤمن براحة واطمئنان في قلبه.

– من علامات العفو والمغفرة أيضاً أن يوفق المؤمن في عباداته وأعماله الصالحة.

– ومن علامات العفو والمغفرة كذلك أن يرفع الله تعالى عن المؤمن البلاء والضر.

خاتمة:

إن العفو من صفات الله تعالى التي تدل على رحمته الواسعة وفضله العظيم، وقد دعا الله تعالى المؤمنين إلى الاستغفار والتوبة حتى ينالوا عفوه ومغفرته، وقد بين الله تعالى في كتابه الكريم شروط العفو والمغفرة وعلاماتهما، فنسأل الله تعالى أن يتوب علينا ويغفر لنا ذنوبنا إنه سميع مجيب.