كلام عن ذكر الله

كلام عن ذكر الله

مقدمة

ذكر الله تعالى من أعظم العبادات التي أمرنا بها الله عز وجل، فقد حثنا على ذكره في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعله من أسباب الفوز بالجنة والنجاة من النار، ففي سورة الأحزاب يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، وفي سورة الرعد يقول تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، وفي سورة النور يقول تعالى: {الْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا أَزْوَاجَهُنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُنَّ غَيْرُ مَلُومَاتٍ أَنْ يَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

فضل ذكر الله تعالى

1. ذكر الله تعالى يمحو الخطايا ويكفر السيئات: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”، وقال أيضا: “من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.

2. ذكر الله تعالى ينور القلب ويزيده إيمانا: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، مثل الحي والميت”، وقال أيضا: “أحب الأعمال إلى الله تعالى أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله تعالى”.

3. ذكر الله تعالى يطرد الشيطان ويبعده عن الإنسان: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى ويتلون كتابه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده”.

آداب ذكر الله تعالى

1. الإخلاص لله تعالى: أن يكون ذكر الله تعالى خالصا لوجهه الكريم، لا يبتغي به إلا مرضاته سبحانه وتعالى.

2. الحضور القلب: أن يكون القلب حاضرا مع الله تعالى عند ذكره، وأن يتدبر معاني الأسماء والصفات التي يذكرها.

3. الاستمرار على الذكر: أن يواظب الإنسان على ذكر الله تعالى في كل وقت وحين، وفي كل الأحوال والأماكن.

أوقات ذكر الله تعالى

1. أوقات العبادات: مثل أوقات الصلاة، والصيام، والحج، والعمرة، والاعتكاف، والذكر بعد الصلوات.

2. أوقات الكرب والشدة: مثل أوقات المرض، والحزن، والضيق، والشدائد، والابتلاءات.

3. أوقات الفرح والسرور: مثل أوقات الفرح، والسرور، والانتصارات، والنجاحات.

أنواع ذكر الله تعالى

1. الذكر باللسان: وهو ترديد أسماء الله تعالى وصفاته وأدعيته وأذكاره الشريفة باللسان.

2. الذكر بالقلب: وهو التفكر في عظمة الله تعالى وقدرته وآلائه ونعمه، ومحبته وخشيته ورجائه.

3. الذكر بالجوارح: وهو فعل الطاعات والقربات التي أمر الله بها، مثل الصلاة، والصيام، والحج، والعمرة، والاعتكاف، والصدقة، وغيرها.

فوائد ذكر الله تعالى

1. ذكر الله تعالى يطمئن القلب ويسكنه: فقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

2. ذكر الله تعالى يزيد الرزق ويدفع البلاء: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من ذكر الله تعالى، زاده الله تعالى في رزقه، ووقاه شر ما يخاف”.

3. ذكر الله تعالى ينجي من النار ويدخل الجنة: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، دخل الجنة”.

الخاتمة

ذكر الله تعالى من أعظم العبادات التي أمرنا بها الله عز وجل، وهو من أسباب الفوز بالجنة والنجاة من النار، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذكر الله تعالى في كثير من الأحاديث الشريفة، وبين لنا فضل الذكر وآدابه وأوقاته وأنواعه وفوائده، فلنحرص على ذكر الله تعالى في كل وقت وحين، وفي كل الأحوال والأماكن، ولنجعله زادنا في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *