كيف كانت حياة الرسول قبل البعثة
مقدمة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير خلق الله وأكرمهم، وقد حباه الله تعالى بمكانة عظيمة بين الناس، فجعله رسولا وقائدا للأمة الإسلامية، وقد سيرة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مليئة بالدروس والعبر التي يمكننا الاستفادة منها في حياتنا.
1. مولده ونسبه:
وُلد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة في عام 570 ميلاديًا، وكان من نسل هاشم بن عبد مناف، أحد أشرف قبائل قريش، وكان والده عبد الله بن عبد المطلب، وتوفي قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما والدته فهي آمنة بنت وهب، وتوفيت وهي في سن الستة عشر، فتربى الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت جده عبد المطلب، ثم بعد وفاة جده تولى رعايته عمه أبو طالب.
2. طفولته وشبابه:
قضى الرسول صلى الله عليه وسلم طفولته وشبابه في مكة المكرمة، وعمل في التجارة مثل بقية أهل قريش، وكان يُعرف بينهم بالصدق والأمانة، وكان يُلقب بالصادق الأمين، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُعرف بحبه للخير ومساعدته للضعفاء والمساكين، وكان يُكره الظلم والفساد.
3. زواجه من خديجة بنت خويلد:
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد في سن الخامسة والعشرين، وكانت من أثرى نساء قريش، وكان هذا الزواج سعيدًا ومليئًا بالحب والتفاهم، وأنجبت خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم ستة أبناء هم: القاسم، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
4. رحلاته التجارية:
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من الرحلات التجارية إلى الشام واليمن، وقد اكتسب خلال هذه الرحلات الكثير من الخبرة والمعرفة، كما تعرف على العديد من الثقافات والحضارات، وقد ساعدت هذه الرحلات الرسول صلى الله عليه وسلم على إعداد نفسه لرسالته العظيمة.
5. حادثة الفيل:
في عام 570 ميلاديًا، وقعت حادثة الفيل، وهي محاولة أبرهة الحبشي غزو الكعبة المشرفة، وقد أرسل أبرهة جيشًا كبيرًا بقيادة فيل يُدعى محمود، ولكن الله تعالى أرسل عليهم طيورًا أبابيل تحمل حجارة من سجيل، فأهلكتهم جميعًا، وقد كانت هذه الحادثة نذيرًا بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
6. بناء الكعبة المشرفة:
في عام 605 ميلاديًا، انهارت الكعبة المشرفة بسبب السيول، فتولى الرسول صلى الله عليه وسلم مهمة إعادة بنائها، وقد اشترك في هذه المهمة جميع قبائل قريش، وقد تم بناء الكعبة المشرفة من جديد في غضون عام واحد.
7. رحلته إلى الشام:
في عام 610 ميلاديًا، قام الرسول صلى الله عليه وسلم برحلة تجارية إلى الشام، وقد رافقه في هذه الرحلة عمه أبو طالب، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى الشام على بحيرا الراهب، الذي تنبأ له بنبوته.
8. نزول الوحي:
في عام 610 ميلاديًا، نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء، وكان قد اعتاد أن يتعبد في هذا الغار، وقد جاءه الوحي عن طريق الملاك جبريل عليه السلام، وقد أمره الله تعالى أن يقرأ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أنا بقارئ”، فقال جبريل عليه السلام: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم”، فقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم.
9. ابتداء الدعوة:
بعد نزول الوحي، بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى الإسلام، وكان أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق، ومن النساء خديجة بنت خويلد، ثم توالت الناس على الإسلام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُواجه من قريش الكثير من الأذى والاضطهاد، ولكن الله تعالى نصره عليهم.
10. الهجرة إلى المدينة المنورة:
في عام 622 ميلاديًا، هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقد كانت هذه الهجرة إيذانًا بانتشار الإسلام في جميع أنحاء الجزيرة العربية، وقد استقبل أهل المدينة المنورة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالترحاب والمحبة.
11. بناء المسجد النبوي:
بعد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، قام ببناء المسجد النبوي، وكان هذا المسجد أول مسجد بُني في الإسلام، وقد كان المسجد النبوي مركزًا للعبادة والتعليم ونشر الدعوة الإسلامية.
12. غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم:
خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات ضد المشركين، وكان أول غزوة غزوة بدر الكبرى، والتي وقعت في عام 624 ميلاديًا، وقد انتصر فيها المسلمون على المشركين، ثم توالت الغزوات بعد ذلك، ومن أهمها غزوة أحد، وغزوة الخندق، وغزوة الحديبية، وغزوة خيبر، وغزوة فتح مكة.
13. فتح مكة:
في عام 630 ميلاديًا، فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة، ودخلها منتصرا، وقد كان فتح مكة من أعظم انتصارات المسلمين، وقد أسلمت قريش بعد فتح مكة، وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام.
14. حجة الوداع:
في عام 632 ميلاديًا، أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وقد كانت هذه الحجة آخر حجة أدّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الحجة ألقى رسول الله خطبة الوداع، والتي أوصى فيها المسلمين بالتقوى والوحدة والمحبة.
15. وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم:
في عام 632 ميلاديًا، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وكان عمره آنذاك ثلاثة وستون عامًا، وقد دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة عائشة رضي الله عنها، والتي أصبحت فيما بعد جزءًا من المسجد النبوي.
خاتمة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير خلق الله وأكرمهم، وقد حباه الله تعالى بمكانة عظيمة بين الناس، فجعله رسولا وقائدا للأمة الإسلامية، وقد سيرة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مليئة بالدروس والعبر التي يمكننا الاستفادة منها في حياتنا.