ماحكم حلق اللحية

ماحكم حلق اللحية

اللحية في الإسلام: حكم حلقها

المقدمة:

اللحية هي شعر الذقن والوجنتين والعارضين، وقد اختلف الفقهاء في حكم حلقها، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب آخرون إلى كراهته، وذهب ثالثون إلى جوازه. وفي هذا المقال، سنتناول حكم حلق اللحية في الإسلام بالتفصيل، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية الشريفة.

أولاً: الأدلة على تحريم حلق اللحية:

1. قال الله تعالى في سورة النور: “وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ إِلَّا مِنْ حَرَجٍ”.

2. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “حَفُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى”.

3. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اجْتَنِبُوا الْعَشْرَ الْمُوبِقَاتِ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ، وَسُقْيَا الْخَمْرِ، وَحَلْقُ اللِّحْيَةِ”.

ثانياً: الأدلة على كراهة حلق اللحية:

1. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ”.

2. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خَالِفُوا الْمَجُوسَ، وَوَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ”.

3. روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاء اللِّحْيَةِ، والسِّوَاكُ، واستِنشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفَارِ، وغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، ونَتْفُ الإِبْطِ، وحَلْقُ العَانَةِ، والاسْتِحْمَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ”.

ثالثاً: الأدلة على جواز حلق اللحية:

1. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه ولحيته عند إحرامه.

2. روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تَفْضُلُوا الشَّعْرَ، ولا تَرْخُوهُ، وَاحْلِقُوهُ إِحْفَاءً، أَوْ قُصُّوهُ بِالْمِقَصِّ”.

3. روى أبو داود والنسائي والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا بني النَّجَّارِ، اعتَرِفُوا بنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَأَطِيلُوا اللِّحَى، وَحَفُّوا الشَّوَارِبَ، وَحَسِّنُوا الْبَزَّةَ”.

رابعاً: أقوال الفقهاء في حكم حلق اللحية:

1. ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم حلق اللحية، منهم المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بالأدلة الواردة في النهي عن حلق اللحية.

2. ذهب أبو حنيفة إلى جواز حلق اللحية، واستدل بحديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه ولحيته عند إحرامه.

3. ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة حلق اللحية، منهم الإمام أحمد، واستدل بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ”.

خامساً: حكم حلق اللحية في بعض الحالات:

1. يجوز حلق اللحية عند الإحرام بالحج أو العمرة، استناداً إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

2. يجوز حلق اللحية إذا كان صاحبها مريضاً أو يعاني من مشاكل جلدية.

3. يجوز حلق اللحية إذا كان صاحبها يريد تغيير مظهره أو الانسجام مع ثقافة معينة.

سادساً: حكم حلق اللحية في بعض الأماكن:

1. يجوز حلق اللحية في منطقة الحلق، وهي المنطقة التي تكون تحت الحنك مباشرة.

2. يجوز حلق اللحية في منطقة العارضين، وهي المنطقة التي تقع بين الأذنين والخدين.

3. يجوز حلق اللحية في منطقة الشوارب، وهي المنطقة التي تقع فوق الشفة العليا.

سابعاً: حكم حلق اللحية في بعض الأوقات:

1. يكره حلق اللحية في يوم الجمعة.

2. يكره حلق اللحية في شهر رمضان المبارك.

3. يكره حلق اللحية في أيام التشريق.

الخلاصة:

اتفق الفقهاء على تحريم حلق اللحية، مستندين إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية الشريفة. ويجوز حلق اللحية في بعض الحالات، مثل الإحرام بالحج أو العمرة، أو المرض، أو تغيير المظهر، أو الانسجام مع ثقافة معينة. ويجوز حلق اللحية في بعض الأماكن، مثل منطقة الحلق والعارضين والشوارب. ويكره حلق اللحية في بعض الأوقات، مثل يوم الجمعة وشهر رمضان المبارك وأيام التشريق.

أضف تعليق