ما حكم الاحتفال بالكريسماس

ما حكم الاحتفال بالكريسماس

ما حكم الاحتفال بالكريسماس؟

المقدمة:

يعتبر الاحتفال بالكريسماس واحداً من أهم الأعياد الدينية لدى المسيحيين، حيث يُحيون فيه ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ويحتفلون به من خلال إقامة الصلوات والطقوس الدينية وتبادل الهدايا وتزيين المنازل والشوارع، إلا أن حكم الاحتفال بالكريسماس يختلف بين المسلمين، فهناك من يرى أنه حرام، وهناك من يرى أنه جائز، وفي هذا المقال سنتناول حكم الاحتفال بالكريسماس من وجهة نظر الإسلام.

أولاً: حكم الاحتفال بالكريسماس من وجهة نظر الإسلام:

1- الاحتفال بالكريسماس حرام لأنه من أعياد المشركين:

– يرى بعض العلماء أن الاحتفال بالكريسماس حرام لأنه من أعياد المشركين، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَأَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [الأنعام: 116].

– ويستدلون على ذلك بأن المسيحيين كانوا قبل الإسلام يعبدون الأصنام، وكانوا يحتفلون بالكريسماس من أجل إكرام آلهتهم، لذلك فإن الاحتفال بالكريسماس يعد من قبيل اتباع أهواء المشركين.

2- الاحتفال بالكريسماس حرام لأنه يشتمل على مظاهر كفرية:

– يرى بعض العلماء أن الاحتفال بالكريسماس حرام لأنه يشتمل على مظاهر كفرية، مثل وضع شجرة الكريسماس، وتبادل الهدايا، وتناول أطعمة ومشروبات محرمة، ويستدلون على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تشبه بقوم فهو منهم” [رواه أبو داود والترمذي].

– ويقولون إن الاحتفال بالكريسماس هو تشبه بالنصارى، وهم كفار، لذلك فإن الاحتفال به يعد من قبيل التشبه بالكفار.

3- الاحتفال بالكريسماس جائز إذا تجنب المسلم مظاهر الكفر:

– يرى بعض العلماء أن الاحتفال بالكريسماس جائز إذا تجنب المسلم مظاهر الكفر التي تشتمل عليه، مثل وضع شجرة الكريسماس، وتبادل الهدايا، وتناول أطعمة ومشروبات محرمة، ويستدلون على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا” [رواه البخاري ومسلم].

– يقولون إن الاحتفال بالكريسماس هو نوع من التعارف بين المسلمين والمسيحيين، وهو يدخل في باب حسن الجوار، لذلك فإن الاحتفال به جائز إذا تجنب المسلم مظاهر الكفر.

ثانيًا: رأي علماء المسلمين في حكم الاحتفال بالكريسماس:

1- الرأي الأول: يرى بعض العلماء أن الاحتفال بالكريسماس حرام مطلقًا، ولا يجوز للمسلمين الاحتفال به بأي شكل من الأشكال، وقد استدلوا على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا.

2- الرأي الثاني: يرى بعض العلماء أن الاحتفال بالكريسماس جائز إذا تجنب المسلم مظاهر الكفر التي تشتمل عليه، ويستدلون على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا أيضًا.

3- الرأي الثالث: يرى بعض العلماء أن الاحتفال بالكريسماس مكروه، ولا ينبغي للمسلمين الاحتفال به، ولكن إذا احتفل به المسلم فلا شيء عليه.

ثالثًا: فتوى دار الإفتاء المصرية في حكم الاحتفال بالكريسماس:

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى في حكم الاحتفال بالكريسماس، جاء فيها: “إن الاحتفال بالكريسماس جائز للمسلمين بشرط تجنب مظاهر الكفر والشرك الموجودة فيه، مثل وضع شجرة الكريسماس وتناول أطعمة ومشروبات محرمة، وأن يكون الاحتفال مجرد نوع من التعارف بين المسلمين والمسيحيين، وليس نوعًا من التعبد أو التقرب إلى الله تعالى”.

رابعًا: حكم الاحتفال بالكريسماس في بعض الدول الإسلامية:

يختلف حكم الاحتفال بالكريسماس في بعض الدول الإسلامية، ففي بعض الدول مثل مصر والأردن ولبنان وسوريا يُسمح للمسلمين الاحتفال بالكريسماس مع تجنب مظاهر الكفر، بينما في بعض الدول الأخرى مثل السعودية والكويت وقطر والبحرين يُحظر على المسلمين الاحتفال بالكريسماس بأي شكل من الأشكال.

خامسًا: رأي المسيحيين في حكم الاحتفال بالكريسماس:

يرى المسيحيون أن الاحتفال بالكريسماس هو واجب ديني، ويعد من أهم الأعياد الدينية لديهم، وهم يستنكرون موقف بعض المسلمين الذين يحرمون الاحتفال بالكريسماس، ويقولون إن هذا الموقف هو نوع من التعصب الديني.

سادسًا: موقف المسيحيين من المسلمين الذين يحتفلون بالكريسماس:

يرحب المسيحيون بالمسلمين الذين يحتفلون بالكريسماس، ويعتبرون ذلك نوعًا من التسامح والتعايش الديني، ويقولون إن الاحتفال بالكريسماس مع المسلمين هو فرصة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين.

سابعًا: موقف المسلمين من المسيحيين الذين يحتفلون بالكريسماس:

يختلف موقف المسلمين من المسيحيين الذين يحتفلون بالكريسماس، فبعض المسلمين يرى أن الاحتفال بالكريسماس هو حق للمسيحيين، ولا ينبغي التدخل في معتقداتهم، بينما يرى بعض المسلمين الآخرين أن الاحتفال بالكريسماس هو من مظاهر الكفر، ولا يجوز أن يشارك المسلمون فيه.

الخلاصة:

يختلف حكم الاحتفال بالكريسماس بين المسلمين، فهناك من يرى أنه حرام، وهناك من يرى أنه جائز، وهناك من يرى أنه مكروه، وبغض النظر عن حكم الاحتفال بالكريسماس، فإن احترام معتقدات الآخرين هو من أهم قيم التسامح والتعايش الديني.

أضف تعليق