ما حكم من اتى زوجته من الدبر برضاها

ما حكم من اتى زوجته من الدبر برضاها

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أهم الأمور التي يجب على المسلم معرفتها هي أحكام الشرع فيما يتعلق بجميع مناحي حياته، ومن ذلك الأحكام المتعلقة بالمعاشرة الزوجية، والتي منها حكم إتيان الزوج زوجته من الدبر برضاها.

وقد اختلف الفقهاء في حكم هذا الأمر على أقوال عديدة، فمنهم من حرمه تحريمًا باتًا، ومنهم من أباحه بشرط رضا الزوجة، ومنهم من فصل في المسألة قائلاً: إذا كان الدبر موضعًا لعذرة الزوجة فإنه يحرم إتيانها منه، أما إذا لم يكن موضعًا لعذرتها فإنه يجوز إتيانها منه.

حكم إتيان الزوج زوجته من الدبر برضاها:

اختلف الفقهاء في حكم إتيان الزوج زوجته من الدبر برضاها على ثلاثة أقوال:

القول الأول: يحرم إتيان الزوج زوجته من الدبر تحريمًا باتًا، سواء برضاها أو بدون رضاها، لما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله من أتى امرأة في دبرها)).

القول الثاني: يجوز للزوج إتيان زوجته من الدبر بشرط رضاها، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولم يرد نص يحرم ذلك، ولا يمكن القياس على الوطء في الحيض لأن هذا الفعل لا يمس جوهر الزوجية، بينما الوطء في الحيض يمس جوهرها.

القول الثالث: الجواز مع الكراهة، ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى كراهة إتيان الزوج لزوجته من الدبر، إذا كان الدبر موضعًا لعذرتها، وقد استدل الجمهور على ذلك بحديث أنس رضي الله عنه الذي رواه البخاري، إذ أن إتيان الزوجة من الدبر قد يؤدي إلى إيصال النجاسة إلى الفرج مما قد يؤدي إلى ضرر الزوجة.

حكم وطء الزوجة من الدبر وهي كارهة:

اتفق الفقهاء على تحريم إتيان الزوج زوجته من الدبر وهي كارهة، لما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لامرأة أن تعطى من نفسها شيئًا إلا بإذن زوجها، ولا يحل للزوج أن يعطي من مال امرأته شيئًا إلا بإذنها)).

حكم إتيان الزوج زوجته من الدبر إذا كان الدبر موضعًا لعذرتها:

اتفق الفقهاء على تحريم إتيان الزوج زوجته من الدبر إذا كان الدبر موضعًا لعذرتها، لما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله من أتى امرأة في دبرها)).

حكم إتيان الزوج زوجته من الدبر إذا لم يكن الدبر موضعًا لعذرتها:

اختلف الفقهاء في حكم إتيان الزوج زوجته من الدبر إذا لم يكن الدبر موضعًا لعذرتها على قولين:

القول الأول: يجوز للزوج إتيان زوجته من الدبر بشرط رضاها، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولم يرد نص يحرم ذلك.

القول الثاني: يحرم إتيان الزوج زوجته من الدبر تحريمًا باتًا، سواء كان الدبر موضعًا لعذرتها أو لا، لأن هذه المعاشرة منافية لحقوق الزوجية وقد تضر بالزوجة، وقد استدل القائلون بهذا القول بحديث أنس رضي الله عنه الذي رواه البخاري.

الخاتمة:

وبعد، فقد ذكرنا في هذا المقال حكم إتيان الزوج زوجته من الدبر، وقد ذكرنا أقوال الفقهاء في هذه المسألة، وذكرنا الأدلة التي استدلوا بها على أقوالهم، وذكرنا حكم وطء الزوجة من الدبر وهي كارهة، وحكم إتيان الزوج زوجته من الدبر إذا كان الدبر موضعًا لعذرتها، وحكم إتيان الزوج زوجته من الدبر إذا لم يكن الدبر موضعًا لعذرتها.

أضف تعليق