ما معنى الخشوع

ما معنى الخشوع

الخشوع

مقدمة:

الخشوع في اللغة: الخضوع والذل، وفي الاصطلاح: هو حالة من الخضوع والإجلال لله تعالى، مصحوبة بحضور القلب والإنابة إليه، وهو من أعظم مقامات العبودية لله تعالى، وأكمل أنواع العبادة.

الخشوع في العبادات:

1. خشوع القلب:

– خشوع القلب هو حضور القلب مع الله تعالى في العبادة، بحيث يكون القلب منصرفاً عن كل ما سوى الله تعالى، متوجهاً إلى الله تعالى وحده.

– خشوع القلب هو أن يكون العبد مستشعراً لعظمة الله تعالى وجلاله، وأن يكون خاشعاً متذللاً بين يدي الله تعالى.

– خشوع القلب هو أن يكون العبد منقطعاً إلى الله تعالى، بحيث يكون قلبه معلقاً بالله تعالى وحده، لا يلتفت إلى غيره.

2. خشوع الجوارح:

– خشوع الجوارح هو انقياد الجوارح لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، بحيث تكون الجوارح مطيعة لله تعالى، لا تعصيه ولا تخالفه.

– خشوع الجوارح هو أن يكون العبد متواضعاً في حركاته وسكناته، وأن يكون مهيباً في أقواله وأفعاله.

– خشوع الجوارح هو أن يكون العبد محافظاً على حدود الله تعالى، وأن يكون حريصاً على أداء العبادات على أكمل وجه.

3. خشوع الأقوال:

– خشوع الأقوال هو أن يكون العبد مهذباً في كلامه، وأن يكون كلامه خالياً من الغيبة والنميمة والسباب والشتم.

– خشوع الأقوال هو أن يكون العبد محافظاً على ذكر الله تعالى، وأن يكون لسانه رطباً بذكر الله تعالى.

– خشوع الأقوال هو أن يكون العبد داعياً إلى الله تعالى، وأن يكون ناصراً لدينه.

ثمار الخشوع:

1. محبة الله تعالى:

– الخشوع يورث محبة الله تعالى، فكلما زاد خشوع العبد لله تعالى، كلما زادت محبته لله تعالى.

– محبة الله تعالى هي أعلى درجات العبودية، وهي غاية ما يسعى إليه العبد المؤمن.

– محبة الله تعالى هي التي تدفع العبد إلى طاعة الله تعالى واجتناب معصيته.

2. الخشية من الله تعالى:

– الخشوع يورث الخشية من الله تعالى، فكلما زاد خشوع العبد لله تعالى، كلما زادت خشيته من الله تعالى.

– الخشية من الله تعالى هي من أعظم مقامات العبودية، وهي سبب النجاة من النار.

– الخشية من الله تعالى هي التي تمنع العبد من الوقوع في المعاصي والذنوب.

3. الإخلاص لله تعالى:

– الخشوع يورث الإخلاص لله تعالى، فكلما زاد خشوع العبد لله تعالى، كلما زاد إخلاصه لله تعالى.

– الإخلاص لله تعالى هو من أعلى درجات العبودية، وهو سبب قبول الأعمال عند الله تعالى.

– الإخلاص لله تعالى هو الذي يميز العبادة الصحيحة من العبادة الفاسدة.

الخشوع في القرآن الكريم:

– ورد الخشوع في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1-2].

– وقال تعالى: {فخروا للسجود وهم يبكون ويزيدهم خشوعاً} [الإسراء: 109].

– وقال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} [النور: 51].

الخشوع في السنة النبوية:

– روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا صلى أحدكم فلا يصليكم خلفه، وإنما ليؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة”.

– روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، غير تمام”.

– روى النسائي وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى ركعتين لم يلتفت فيهما نظر إلى ما بين يديه غفر له ما تقدم من ذنبه”.

الخشوع في حياة الصحابة والتابعين:

– كان الصحابة والتابعون رحمهم الله تعالى من أشد الناس خشوعاً في العبادة، وكانوا حريصين على أداء العبادات على أكمل وجه.

– كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي صلاة الليل حتى تتورم قدماه، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس.

– كان الحسن البصري رحمه الله يقول: “إذا أقبلت الصلاة فاقبل عليها بجميع جوارحك، واجعل قلبك بين يدي الله تعالى، ولا تلتفت إلى ما وراءك”.

الخاتمة:

الخشوع هو من أعظم مقامات العبودية لله تعالى، وأكمل أنواع العبادة، وهو من صفات المؤمنين المتقين، وهو سبب محبة الله تعالى وخشيته والإخلاص له، وهو سبب قبول الأعمال عند الله تعالى، وهو سبب النجاة من النار والفوز بالجنة.

أضف تعليق