متى تخرج زكاة المال في رمضان

متى تخرج زكاة المال في رمضان

متى تخرج زكاة المال في رمضان

مقدمة:

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي ركن مالي يُخرج من الأموال النامية سنويًا، ويُعطى للفقراء والمساكين وذوي الحاجة. قد اختلف العلماء في وقت إخراج زكاة المال في رمضان، فذهب بعضهم إلى وجوب إخراجها في شهر رمضان المبارك، وذهب آخرون إلى جواز إخراجها في أي وقت من السنة.

أولاً: وقت إخراج زكاة المال في رمضان

1. ذهب بعض العلماء إلى وجوب إخراج زكاة المال في شهر رمضان المبارك، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة منها:

– حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نُزكي أموالنا في رمضان قبل الفطر بيوم أو يومين”.

– حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث ابن لُبينة في رمضان، فيأمر من له مال أن يُزكيه”.

2. وقد قال الإمام الشافعي: “فإن وجبت الزكاة في رمضان، فإنّ وقتها من أول رمضان إلى آخره”.

3. وقال الإمام أحمد: “أحب أن يُزكي ماله في رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نزكي أموالنا في رمضان”.

ثانيًا: وقت إخراج زكاة المال في غير رمضان

1. ذهب بعض العلماء إلى جواز إخراج زكاة المال في أي وقت من السنة، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة منها:

– حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “الزكاة تجب في المال إذا حال عليه الحول، ولا تُعتبر بشهر رمضان ولا بغيره”.

– حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث السعاة في المحرم وصفر وربيع الأول حتى ينسلخوا، وليس في تلك الشهور زكاة”.

2. وقد قال الإمام مالك: “الزكاة تجب في المال إذا حال عليه الحول، ولا يعتبر بشهر رمضان ولا بغيره”.

3. وقال الإمام أبو حنيفة: “الزكاة تجب في المال إذا حال عليه الحول، ويجوز إخراجها في أي وقت من السنة”.

ثالثًا: حكم إخراج زكاة المال في رمضان

1. إذا كان صاحب المال يفضل إخراج زكاة ماله في شهر رمضان المبارك، فلا حرج عليه في ذلك، بل هو أفضل وأحب إلى الله تعالى.

2. أما إذا كان صاحب المال لا يفضل إخراج زكاة ماله في شهر رمضان المبارك، فلا حرج عليه في إخراجها في أي وقت من السنة.

3. والراجح أن إخراج زكاة المال في شهر رمضان المبارك أفضل وأحب إلى الله تعالى، وأن صاحب المال مخير بين إخراجها في رمضان أو في أي وقت من السنة.

رابعًا: شروط وجوب زكاة المال

1. أن يكون المال مملوكًا للمُزكي ملكية تامة، سواء كان نقدًا أو عروض تجارة أو ماشية أو عقارات أو غير ذلك.

2. أن يكون المال زائدًا عن حاجة المُزكي وأسرته.

3. أن يكون المال قد حال عليه الحول، وهو عبارة عن مرور سنة قمرية كاملة على امتلاك المال.

خامسًا: مقدار زكاة المال

1. تُخرج زكاة المال بنسبة 2.5% من قيمة المال، سواء كان نقدًا أو عروض تجارة أو ماشية أو عقارات أو غير ذلك.

2. ولا يُحسب الدين الذي على المُزكي في زكاة ماله.

3. ولا تُحسب قيمة المسكن الذي يسكنه المُزكي في زكاة ماله.

سادسًا: من يُعطى زكاة المال

1. تُعطى زكاة المال للفقراء والمساكين وذوي الحاجة.

2. ويجوز إعطاء زكاة المال لغير المسلمين من الفقراء والمساكين وذوي الحاجة.

3. ولا يجوز إعطاء زكاة المال للأغنياء أو القادرين على الكسب.

سابعًا: حكم إخراج زكاة المال

1. إخراج زكاة المال واجب على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك للنصاب.

2. من أخرج زكاة ماله فقد أتم ركنًا من أركان الإسلام الخمسة.

3. من لم يخرج زكاة ماله فقد عصى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

خاتمة:

زكاة المال ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي مال يُخرج من الأموال النامية سنويًا، ويُعطى للفقراء والمساكين وذوي الحاجة. قد اختلف العلماء في وقت إخراج زكاة المال في رمضان، فذهب بعضهم إلى وجوب إخراجها في شهر رمضان المبارك، وذهب آخرون إلى جواز إخراجها في أي وقت من السنة. والراجح أن إخراج زكاة المال في شهر رمضان المبارك أفضل وأحب إلى الله تعالى، وأن صاحب المال مخير بين إخراجها في رمضان أو في أي وقت من السنة.

أضف تعليق