هل يجوز زكاة الفطر نقدا

هل يجوز زكاة الفطر نقدا

المقدمة:

زكاة الفطر هي صدقة مفروضة على كل مسلم ومسلمة، ذكرًا وأنثى، كبيرًا وصغيرًا، حرًّا وعبدا، وهي واجبة في نهاية شهر رمضان المبارك، وذلك قبل صلاة العيد. وقد اختلف العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه، وفي هذا المقال سنتناول حكم زكاة الفطر نقدًا وأحكامها.

حكم زكاة الفطر نقدا:

اتفق الفقهاء على أن الأصل في زكاة الفطر هو إخراجها طعامًا، إلا أنهم اختلفوا في حكم إخراجها نقدًا، فذهب جمهور الفقهاء إلى جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، بينما ذهب الحنفية إلى عدم جواز ذلك.

أدلة جواز إخراج زكاة الفطر نقدا:

استدل جمهور الفقهاء الذين أجازوا إخراج زكاة الفطر نقدًا بعدد من الأدلة، منها:

أن زكاة الفطر هي صدقة، والصدقة جائز إخراجها نقدًا، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصَّدَقَةُ بِالصَّدَقَةِ حَتَّى تَبْلُغَ الْيَدُ إِلَى الْيَدِ»، وهذا الحديث يدل على أن الصدقة جائز إخراجها نقدًا.

أن زكاة الفطر هي بدل عن صاع من الطعام، والصاع يمكن أن يُقوّم بقيمته النقدية، فإذا أخرج المسلم قيمة صاع من الطعام نقدًا، فقد أخرج زكاة فطره.

أن إخراج زكاة الفطر نقدًا أيسر على الناس وأسهل عليهم، خاصة في المدن الكبيرة حيث يصعب الحصول على الطعام المناسب لإخراج زكاة الفطر.

أدلة عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدا:

استدل الحنفية الذين منعوا إخراج زكاة الفطر نقدًا بعدد من الأدلة، منها:

أن زكاة الفطر هي صدقة مفروضة، والصدقة المفروضة يجب إخراجها على وجهها المحدد شرعًا، وقد حدد الشرع زكاة الفطر بصاع من الطعام، فليس للمسلم أن يخرجها نقدًا إلا إذا تعذر عليه إخراجها طعامًا.

أن إخراج زكاة الفطر نقدًا قد يؤدي إلى الغش والتلاعب، حيث قد يخرج المسلم قيمة صاع من الطعام نقدًا أقل من قيمته الحقيقية، وهذا مخالف لشرع الله تعالى.

أن إخراج زكاة الفطر نقدًا قد يؤدي إلى إهمال الفقراء والمساكين، حيث قد يخرج المسلم قيمة صاع من الطعام نقدًا ويوزعها على أقاربه وأصدقائه، بينما الفقراء والمساكين هم أحق بها.

متى يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا؟

يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا في الحالات التالية:

إذا تعذر على المسلم إخراجها طعامًا، وذلك مثل إذا كان المسلم في بلد لا يتوفر فيها الطعام المناسب لإخراج زكاة الفطر، أو إذا كان المسلم مريضًا أو عاجزًا عن إخراجها طعامًا.

إذا كان إخراج زكاة الفطر نقدًا أيسر على المسلم وأسهل عليه، وذلك مثل إذا كان المسلم في مدينة كبيرة حيث يصعب الحصول على الطعام المناسب لإخراج زكاة الفطر.

إذا كان إخراج زكاة الفطر نقدًا أكثر نفعًا للفقراء والمساكين، وذلك مثل إذا كان الفقراء والمساكين في حاجة ماسة إلى المال، أو إذا كانت الجمعيات الخيرية بحاجة إلى المال لإقامة مشاريع خيرية.

مقدار زكاة الفطر نقدا:

إذا أراد المسلم إخراج زكاة الفطر نقدًا، فعليه أن يخرج قيمة صاع من الطعام، وقد اختلف الفقهاء في مقدار الصاع، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الصاع يساوي أربعة أمداد، والمد يساوي 675 جرامًا، أي أن الصاع يساوي 2.7 كيلو جرامًا. وذهب الحنفية إلى أن الصاع يساوي خمسة أمداد، أي أن الصاع يساوي 3.375 كيلو جرامًا.

وقت إخراج زكاة الفطر نقدا:

وقت إخراج زكاة الفطر نقدًا هو نفس وقت إخراجها طعامًا، أي من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك إلى قبل صلاة العيد. ويجوز للمسلم أن يخرج زكاة فطره نقدًا قبل ذلك، ولكن الأفضل أن يخرجها في وقتها المحدد.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عن الميت:

يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا عن الميت، وذلك إذا كان الميت لم يخرج زكاة فطره قبل وفاته، أو إذا كان قد أوصى بإخراجها عنه. ويخرج الورثة زكاة فطر الميت من تركته، وذلك بنفس الطريقة التي يخرجون بها زكاة أمواله الأخرى.

الخاتمة:

اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، فذهب جمهور الفقهاء إلى جواز ذلك، بينما ذهب الحنفية إلى عدم جواز ذلك. والصحيح هو جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، وذلك في الحالات التي ذكرناها سابقًا، مثل إذا تعذر على المسلم إخراجها طعامًا، أو إذا كان إخراجها نقدًا أيسر على المسلم وأسهل عليه، أو إذا كان إخراجها نقدًا أكثر نفعًا للفقراء والمساكين.

أضف تعليق