معلومات عن الإسراء والمعراج

المقدمة:

الإسراء والمعراج هو حدث معجزي حدث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، في السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، وقد رواه العديد من الصحابة، منهم أنس بن مالك، وأبو ذر الغفاري، وابن عباس، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة النجم، حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

أولاً: سبب الإسراء والمعراج:

كان سبب الإسراء والمعراج هو تكريم الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع منزلته، وإظهاره على الأمم السابقة، وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض، طويل فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فأتيت جبريل، فقال: أين تريد؟ قلت: أريد السماء، قال: فانطلق معي، فصعد بي حتى أتينا السماء الدنيا، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: قد أذن له؟ قال: نعم، ففتح لنا، فدخلنا، فإذا فيها آدم، عليه السلام، فقال لي جبريل: هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد علي السلام، وقال: مرحبًا بابني الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: قد أذن له؟ قال: نعم، ففتح لنا، فدخلنا، فإذا فيها عيسى، ويحيى، عليهما السلام، فقال لي جبريل: هذا عيسى ويحيى، فسلم عليهما، فسلمت عليهما، فردا علي السلام، وقالا: مرحبًا بابني الصالح والنبي الصالح”.

ثانيًا: أحداث الإسراء والمعراج:

شهد النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج العديد من الأحداث العظيمة، منها:

– رؤية الأنبياء والرسل، مثل آدم، وإدريس، وموسى، وعيسى، عليهم السلام.

– الصلاة في المسجد الأقصى.

– الصعود إلى السماوات العلى.

– لقاء الله تعالى، ومحادثته.

– فرض الصلوات الخمس.

– رؤية الجنة والنار.

ثالثًا: الحكمة من الإسراء والمعراج:

كانت الحكمة من الإسراء والمعراج هي تكريم الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع منزلته، وإظهاره على الأمم السابقة، وإثبات نبوته، وتعزيته بعد وفاة زوجته خديجة بنت خويلد، وعمه أبي طالب، وتعريفه ببعض أحوال الآخرة، وفرض الصلوات الخمس عليه.

رابعًا: ردود الفعل على الإسراء والمعراج:

اختلفت ردود الفعل على الإسراء والمعراج، فكان بعض الناس مصدقًا له، ومنهم من كذبه، ومنهم من استهزأ به، وكان من أبرز الذين كذبوا بالإسراء والمعراج أبو جهل، وأبو لهب، وأمية بن خلف، وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتيت على موسى ليلة أسري بي، وهو قائم يصلي في قبره، فلما رآني قال: مرحبًا بابن أخي، ثم انطلق معي، فلما مررنا بعيسى، عليه السلام، وهو قائم يصلي في محرابه، قال: مرحبًا بابن أخي، ثم انطلق معي، فلما أتينا إبراهيم، عليه السلام، وهو قائم يصلي في الكعبة، قال: مرحبًا بابني، ثم انطلق معي حتى أتينا سدرة المنتهى، فإذا ورقها مثل آذان الفيلة، وإذا ثمرها مثل قلال هجر، فقال جبريل: هذا سدرة المنتهى، ههنا ينتهي علم كل نبي قبلك”.

خامسًا: دلائل الإسراء والمعراج:

هناك العديد من الدلائل التي تثبت وقوع الإسراء والمعراج، منها:

– القرآن الكريم الذي ذكر الإسراء والمعراج في سورة النجم.

– الأحاديث النبوية الصحيحة التي رواها العديد من الصحابة.

– الشواهد التاريخية التي تؤكد وقوع الإسراء والمعراج، مثل وجود آثار أقدام النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى، ووجود حجر عليه نقش اسم النبي صلى الله عليه وسلم في جبل طور سيناء.

سادسًا: الفوائد من الإسراء والمعراج:

كان للإسراء والمعراج العديد من الفوائد، منها:

– تكريم الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

– رفع منزلة النبي صلى الله عليه وسلم.

– إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.

– تعزيته بعد وفاة زوجته خديجة بنت خويلد، وعمه أبي طالب.

– تعريفه ببعض أحوال الآخرة.

– فرض الصلوات الخمس عليه.

سابعًا: الخاتمة:

الإسراء والمعراج هو حدث معجزي عظيم شهد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأحداث العظيمة، وكان له العديد من الفوائد، وقد أثبت وقوعه العديد من الأدلة القطعية، وقد اختلف الناس في ردود أفعالهم عليه، فكان بعضهم مصدقًا له، ومنهم من كذبه، ومنهم من استهزأ به، وقد كان للإسراء والمعراج أثر كبير في نفس النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان بمثابة رحلة إيمانية عظيمة زادت من إيمانه وتقواه، وجعلته أكثر قوة وصلابة في مواجهة التحديات التي واجهها في دعوته.