معلومات عن ليله الاسراء والمعراج

معلومات عن ليله الاسراء والمعراج

مقدمة

ليلة الإسراء والمعراج هي رحلة ليلية قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس ومنه إلى السماوات العُلى، وقد حدثت هذه الرحلة في السنة الحادية عشرة من البعثة النبوية، وهي معجزة من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أيدها الله تعالى بها لتقوية قلبه ولتشريفه وتكريمه، وقد تضمنت هذه الرحلة أحداثًا ومشاهدًا عظيمة ومهمة.

الحكمة من الرحلة

1. تقوية إيمان النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان في هذه الرحلة دلائل وبراهين كثيرة على قدرة الله تعالى وعظمته، وقد أكد الله تعالى على نبيه أنه على كل شيء قدير، وذلك ليتقوى إيمانه ويطمئن قلبه بعد أن كذبه قومه واتهموه بالجنون.

2. تشريف النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان في هذه الرحلة تكريم وتشريف كبير للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث عرج به إلى السماوات العُلى حتى وصل إلى سدرة المنتهى، وهي غاية ما ينتهي إليه العباد في رحلاتهم السماوية.

3. إظهار قدرة الله تعالى: فقد أراد الله تعالى أن يُظهر قدرته وعظمته لعباده، وذلك من خلال تكليف نبيه الكريم بهذه الرحلة العظيمة، التي تضمنت أحداثًا ومشاهدًا عظيمة ومهمة، تدل على قدرة الله تعالى وعظمته.

أحداث الرحلة

1. الإسراء: بدأ الإسراء بعد أن نام النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، فجاءه جبريل عليه السلام وعرج به على البراق، وهو دابة بيضاء اللون لها جناحان، وسرعته هائلة، حتى وصل به إلى المسجد الأقصى في القدس.

2. الصلاة بالأنبياء: عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، وجد الأنبياء والرسل مجتمعين، فصلى بهم إمامًا، وقد كان هذا شرفًا كبيرًا له ولأمته.

3. المعراج: بعد الصلاة بالأنبياء، عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العُلى، حتى وصل إلى سدرة المنتهى، وهي غاية ما ينتهي إليه العباد في رحلاتهم السماوية، وهناك رأى أشياء عظيمة ومهمة، منها الجنة والنار والملائكة واللوح المحفوظ.

دروس وعبر من الرحلة

1. الإيمان بالغيب: تدل هذه الرحلة على أهمية الإيمان بالغيب، وأن الله تعالى قادر على كل شيء، حتى وإن كان مستحيلاً في العقل والمنطق، ويجب على المسلم أن يؤمن بكل ما جاء في القرآن والسنة دون تردد أو شك.

2. الصبر والثبات: واجه النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من التحديات والمشقات في هذه الرحلة، إلا أنه صبر وثبت ولم يتراجع، وهذا درس مهم للمسلمين في الصبر على الشدائد والمحن.

3. الدعاء والتضرع: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويتضرع إلى الله تعالى كثيرًا في هذه الرحلة، وقد استجاب الله تعالى لدعائه، وهذا درس مهم للمسلمين في أهمية الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.

فضل ليلة الإسراء والمعراج

1. هي ليلة عظيمة ومباركة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أُسري بي ليلة أسري بي إلى بيت المقدس”، وقد ورد في القرآن الكريم ذكر هذه الليلة في سورة الإسراء، وهذا يدل على فضلها وعظمتها.

2. فرضت فيها الصلاة: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة، وهي من أهم العبادات في الإسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أُمرت بخمس صلوات”، وهذا يدل على فضل هذه الليلة.

3. نزول آيات قرآنية: نزل في هذه الليلة بعض الآيات القرآنية الكريمة، منها قول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}.

المعجزات التي حدثت في الرحلة

1. انشقاق القمر: أثناء عودة النبي صلى الله عليه وسلم من رحلته، انشق القمر إلى نصفين، وهذا دليل على قدرة الله تعالى وعظمته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “انشق القمر على عهدي شقتين”.

2. تسبيح الحصى: عندما مر النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الحصى، سبحت الحصى بقولها: “سبحان الله”، وهذا دليل على أن كل شيء في الكون يسبح بحمد الله تعالى.

3. شجرة سدرة المنتهى: وصل النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى سدرة المنتهى، وهي شجرة عظيمة لها أوراق كبيرة وثمار لذيذة، وهذه الشجرة هي غاية ما ينتهي إليه العباد في رحلاتهم السماوية.

الرحلة في القرآن الكريم والسنة النبوية

1. ذكر القرآن الكريم ليلة الإسراء والمعراج في سورة الإسراء، حيث قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.

2. ذكر السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تتحدث عن ليلة الإسراء والمعراج، منها حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة من بيته إلى المسجد الأقصى”.

3. اختلف العلماء في تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج، لكنهم اتفقوا على أنها كانت في السنة الحادية عشرة من البعثة النبوية.

خاتمة

ليلة الإسراء والمعراج هي رحلة عظيمة ومهمة في تاريخ الإسلام، وقد تضمنت أحداثًا ومشاهدًا عظيمة ومهمة، دلت على قدرة الله تعالى وعظمته، وقد كان في هذه الرحلة تكريم وتشريف كبير للنبي صلى الله عليه وسلم، كما كان فيها الكثير من الدروس والعبر للمسلمين.

أضف تعليق