هل ابتلاع المخاط يبطل الصيام

هل ابتلاع المخاط يبطل الصيام

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يمتنع فيها المسلم عن الأكل والشرب والجماع من الفجر حتى غروب الشمس. وللبحث عن حكم ابتلاع المخاط على الصيام أهمية كبيرة، حيث اختلف الفقهاء في حكم ابتلاع المخاط على الصيام، فمنهم من قال أنه يبطل الصيام، ومنهم من قال أنه لا يبطله. فهل ابتلاع المخاط يبطل الصيام حقًا؟ وما هو الدليل على ذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

الحكم الشرعي لابتلاع المخاط:

اختلف الفقهاء في حكم ابتلاع المخاط على الصيام، فمنهم من قال أنه يبطل الصيام، ومنهم من قال أنه لا يبطله.

أولاً: القول بأن ابتلاع المخاط يبطل الصيام:

ذهب فريق من الفقهاء إلى أن ابتلاع المخاط يبطل الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن المخاط نجس، ويحرم على المسلم ابتلاع النجس.

2. أن ابتلاع المخاط قد يؤدي إلى إيصال الطعام والشراب إلى المعدة، وهذا يبطل الصيام.

3. أن ابتلاع المخاط قد يؤدي إلى القيء، وهذا يبطل الصيام أيضًا.

ثانياً: القول بأن ابتلاع المخاط لا يبطل الصيام:

ذهب فريق آخر من الفقهاء إلى أن ابتلاع المخاط لا يبطل الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن المخاط ليس نجسًا، وإنما هو مادة طبيعية يفرزها الجسم.

2. أن ابتلاع المخاط لا يؤدي إلى إيصال الطعام والشراب إلى المعدة، وإنما يظل في الحلق والفم.

3. أن ابتلاع المخاط لا يؤدي إلى القيء، إلا في حالات نادرة.

أقوال الفقهاء في ابتلاع المخاط:

1. المذهب الحنفي: يرى الحنفية أن ابتلاع المخاط لا يبطل الصيام، سواء كان المخاط قليلًا أو كثيرًا، طالما لم يصل إلى المعدة.

2. المذهب المالكي: يرى المالكية أن ابتلاع المخاط يبطل الصيام إذا كان كثيرًا، أما إذا كان قليلًا فلا يبطل الصيام.

3. المذهب الشافعي: يرى الشافعية أن ابتلاع المخاط يبطل الصيام إذا كان كثيرًا أو قليلًا، طالما وصل إلى المعدة.

4. المذهب الحنبلي: يرى الحنابلة أن ابتلاع المخاط يبطل الصيام إذا كان كثيرًا، أما إذا كان قليلًا فلا يبطل الصيام، طالما لم يصل إلى المعدة.

أدلة الفريقين:

استدل الفريق الأول على قوله بأن المخاط نجس، ويحرم على المسلم ابتلاع النجس، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كلوا واشربوا حتى تسمعوا النداء، ولا تأكلوا إذا سمعتم النداء، فإن بلالًا ينادي بليل، ومن أدركه الفجر وهو يأكل أو يشرب، فليمسك حتى يطلع الفجر” [البخاري].

واستدل الفريق الثاني على قوله بأن المخاط ليس نجسًا، وإنما هو مادة طبيعية يفرزها الجسم، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن لا ينجس” [أبو داود].

واستدل الفريق الأول على قوله بأن ابتلاع المخاط قد يؤدي إلى إيصال الطعام والشراب إلى المعدة، بهذا الحديث: “من ذرع، أو استقاء، أو تقيأ متعمدًا، فأفطر” [مسلم].

واستدل الفريق الثاني على قوله بأن ابتلاع المخاط لا يؤدي إلى إيصال الطعام والشراب إلى المعدة، بهذا الحديث: “من ذرع، أو استقاء، أو تقيأ غير متعمد، فليس عليه قضاء” [البخاري].

الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو قول الفريق الثاني، وهو أن ابتلاع المخاط لا يبطل الصيام، سواء كان قليلًا أو كثيرًا، طالما لم يصل إلى المعدة. وذلك لأن المخاط ليس نجسًا، وإنما هو مادة طبيعية يفرزها الجسم. ولأن ابتلاع المخاط لا يؤدي إلى إيصال الطعام والشراب إلى المعدة، وإنما يظل في الحلق والفم. ولأن ابتلاع المخاط لا يؤدي إلى القيء، إلا في حالات نادرة.

الخاتمة:

نستنتج من هذا المقال أن ابتلاع المخاط لا يبطل الصيام، سواء كان قليلًا أو كثيرًا، طالما لم يصل إلى المعدة. وذلك لأن المخاط ليس نجسًا، وإنما هو مادة طبيعية يفرزها الجسم. ولأن ابتلاع المخاط لا يؤدي إلى إيصال الطعام والشراب إلى المعدة، وإنما يظل في الحلق والفم. ولأن ابتلاع المخاط لا يؤدي إلى القيء، إلا في حالات نادرة.

أضف تعليق