هل الاجهاض حرام

هل الاجهاض حرام

هل الإجهاض حرام؟

مقدمة:

الإجهاض هو إنهاء الحمل قبل أن يصبح الجنين قابلاً للحياة خارج الرحم، وعادة ما يُجرى قبل الأسبوع 20 من الحمل. وقد أثار الإجهاض جدلاً واسعاً حول ما إذا كان حرامًا أم لا من الناحية الشرعية، وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

أولاً: تعريف الإجهاض:

الإجهاض هو إنهاء الحمل قبل الأسبوع العشرين من الحمل، أو قبل أن يصبح الجنين قابلاً للحياة خارج الرحم. وهناك العديد من أنواع الإجهاض، منها:

الإجهاض الطبيعي: وهو الإجهاض الذي يحدث بشكل طبيعي دون تدخل بشري، مثل الإجهاض الناتج عن تشوهات خلقية في الجنين أو بسبب مشاكل صحية في الأم.

الإجهاض التلقائي: وهو الإجهاض الذي يحدث دون سبب واضح، ويحدث عادة في الثلث الأول من الحمل.

الإجهاض المتعمد: وهو الإجهاض الذي يتم إجراؤه عن قصد، إما لإنقاذ حياة الأم أو لسبب آخر مثل عدم الرغبة في إنجاب الطفل.

ثانيًا: موقف الإسلام من الإجهاض:

يعتبر الإسلام الإجهاض بشكل عام حرامًا، ولا يجوز إجراؤه إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل إنقاذ حياة الأم أو إذا كان الجنين مصابًا بتشوهات خلقية خطيرة. وقد جاءت العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على حرمة الإجهاض، منها:

القرآن الكريم: قال تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيرًا}.

السنة النبوية: روى النبی صلى الله علیه وسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لا يحل لامرأة أن تسقط ما في بطنها إلا بإذن زوجها”.

إجماع العلماء: أجمع العلماء على حرمة الإجهاض، إلا في حالات الضرورة القصوى.

ثالثًا: أسباب الإجهاض:

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع المرأة إلى إجراء الإجهاض، منها:

عدم الرغبة في إنجاب الطفل: قد تلجأ المرأة إلى الإجهاض إذا كانت لا ترغب في إنجاب الطفل، ربما بسبب ظروفها الاقتصادية الصعبة أو بسبب خوفها من المسؤولية أو لأي سبب آخر.

الحمل غير المرغوب فيه: قد تلجأ المرأة إلى الإجهاض إذا كان الحمل غير مرغوب فيه، مثل الحمل الناتج عن علاقة غير شرعية أو عن إغتصاب.

مشاكل صحية: قد تلجأ المرأة إلى الإجهاض إذا كانت تعاني من مشاكل صحية تجعل الحمل خطيرًا عليها، مثل مشاكل القلب أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

تشوهات خلقية: قد تلجأ المرأة إلى الإجهاض إذا كان الجنين مصابًا بتشوهات خلقية خطيرة لا يمكن علاجها.

رابعًا: مخاطر الإجهاض:

هناك العديد من المخاطر الصحية التي قد تتعرض لها المرأة التي تجري الإجهاض، منها:

النزيف: قد تعاني المرأة من نزيف شديد بعد الإجهاض، مما قد يؤدي إلى فقر الدم أو حتى الموت.

العدوى: قد تصاب المرأة بعدوى في الرحم أو المهبل بعد الإجهاض، مما قد يؤدي إلى العقم أو حتى الموت.

تلف الرحم: قد يتعرض الرحم للتلف أثناء الإجهاض، مما قد يؤدي إلى صعوبة الحمل في المستقبل أو حتى العقم.

الاضطرابات النفسية: قد تعاني المرأة من اضطرابات نفسية شديدة بعد الإجهاض، مثل الاكتئاب والقلق والشعور بالذنب.

خامسًا: آراء العلماء في الإجهاض:

اختلف العلماء في حكم الإجهاض، فمنهم من حرمه مطلقًا ومنهم من أجازه في حالات الضرورة القصوى، ومنهم من أجازه في حالات معينة. وقد اختلف العلماء أيضًا في تحديد الوقت الذي يبدأ فيه الجنين بالحياة، فبعضهم قال أنه يبدأ بالحياة منذ اللحظة التي يتم فيها تخصيب البويضة، بينما قال آخرون أنه يبدأ بالحياة عندما يصبح الجنين قابلاً للحياة خارج الرحم.

سادسًا: الإجهاض في القانون:

يختلف موقف القانون من الإجهاض من دولة إلى أخرى، ففي بعض الدول يُسمح بالإجهاض في جميع الحالات أو في حالات معينة، بينما يُحظر الإجهاض في دول أخرى تمامًا. وفي الدول التي يُسمح فيها بالإجهاض، تختلف القوانين المنظمة للإجهاض من دولة إلى أخرى، مثل العمر الذي يُسمح فيه للمرأة بإجراء الإجهاض دون موافقة والديها، والأسابيع التي يُسمح فيها بإجراء الإجهاض، والمؤسسات التي يُسمح فيها بإجراء الإجهاض.

سابعًا: الخاتمة:

الإجهاض هو مسألة معقدة للغاية لها جوانب أخلاقية وقانونية ودينية مختلفة. وفي النهاية، فإن قرار إجراء الإجهاض من عدمه هو قرار شخصي يجب أن تتخذه المرأة بعد استشارة الطبيب والتفكير مليًا في جميع جوانب الموضوع.

أضف تعليق