هل الباروكة حرام

هل الباروكة حرام

هل الباروكة حرام؟

مقدمة:

الباروكة هي غطاء الرأس مصنوع من شعر طبيعي أو صناعي، تُوضع على الرأس لإخفاء الصلع أو تغطية الشعر الحقيقي. وقد انتشر استخدام الباروكات مؤخراً بين النساء والرجال على حد سواء لأغراض جمالية أو طبية، إلا أن الجدل حول حرمة ارتدائها ما زال قائماً في الفقه الإسلامي. وقد تناول الفقهاء المسلمون هذه المسألة من زوايا مختلفة، واستندوا في أحكامهم على الأدلة الشرعية وأقوال الصحابة والتابعين. وفي هذا المقال، سنحاول مناقشة حكم ارتداء الباروكة في الإسلام، مستعرضين آراء الفقهاء ومستندين على الأدلة الشرعية.

آراء الفقهاء في حكم ارتداء الباروكة:

تباينت آراء الفقهاء المسلمين في حكم ارتداء الباروكة، ويمكن تلخيص هذه الآراء على النحو التالي:

1. الرأي الأول:

يحرم ارتداء الباروكة مطلقاً، سواء كان الشعر المستخدم فيها طبيعياً أو صناعياً، وذلك استناداً إلى الأحاديث الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تنص على أن “لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة” والواصلة هي التي تصل شعرها بشعر آخر، والمستوصلة هي التي تطلب من غيرها أن يوصل شعرها بشعر آخر.

2. الرأي الثاني:

يجوز ارتداء الباروكة بشرط أن يكون الشعر المستخدم فيها طبيعياً، ويحرم استخدام الشعر الصناعي، وذلك استناداً إلى أن الشعر الطبيعي جزء من جسم الإنسان، ولا حرج في استخدامه لتغطية الرأس، أما الشعر الصناعي فهو من صنع الإنسان، ولا يجوز استخدامه في تقليد خلق الله.

3. الرأي الثالث:

يجوز ارتداء الباروكة سواء كان الشعر المستخدم فيها طبيعياً أو صناعياً، بشرط ألا يكون الغرض من ارتدائها خداع الآخرين أو التبرج والفتنة، وذلك استناداً إلى أن الباروكة أصبحت من العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع، ولا حرج في استخدامها طالما لا تؤدي إلى الإثم أو الفساد.

أدلة الفقهاء على تحريم ارتداء الباروكة:

استند الفقهاء الذين يحرمون ارتداء الباروكة على الأدلة الشرعية التالية:

1. الأحاديث النبوية:

وردت أحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تنص على تحريم الوصل والشعر المستعار، ومن هذه الأحاديث:

– “لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”. (رواه البخاري ومسلم)

– “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النمص والوشم وصل الشعر”. (رواه أبو داود والترمذي)

2. أقوال الصحابة والتابعين:

جاء عن الصحابة والتابعين أقوال تدل على تحريم ارتداء الباروكة، ومن هذه الأقوال:

– قول ابن عباس: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة”.

– قول عائشة: “لعن الله الواصلة والمستوصلة”.

– قول ابن عمر: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصل الشعر”.

أدلة الفقهاء على جواز ارتداء الباروكة:

استند الفقهاء الذين يجوزون ارتداء الباروكة على الأدلة الشرعية التالية:

1. عدم وجود نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم ارتداء الباروكة:

لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية نص صريح يحرم ارتداء الباروكة، لذلك فإن تحريمها لا يعتبر من الأمور القطعية في الشريعة الإسلامية.

2. الباروكة ليست من أنواع الوصل المحرم:

الوصل المحرم في الشريعة الإسلامية هو وصل الشعر بشعر آخر، أما الباروكة فهي غطاء للرأس لا يوضع على الشعر مباشرة، لذلك فهي لا تعتبر من أنواع الوصل المحرم.

3. جواز استخدام الأشياء المباحة لتغطية العيوب:

يجوز استخدام الأشياء المباحة في الشريعة الإسلامية لتغطية العيوب وإخفاء النقائص، والباروكة تعتبر من الأشياء المباحة، وبالتالي يجوز استخدامها لتغطية الصلع أو إخفاء الشعر الحقيقي.

4. الباروكة أصبحت من العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع:

أصبحت الباروكة من العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع، ولا حرج في استخدامها طالما لا تؤدي إلى الإثم أو الفساد.

5. ضرورة ارتداء الباروكة في بعض الحالات:

هناك بعض الحالات التي تستدعي ارتداء الباروكة، مثل:

– الصلع المرضي.

– تساقط الشعر بسبب العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

– الحروق التي تؤدي إلى فقدان الشعر.

وفي هذه الحالات، يجوز ارتداء الباروكة لستر العيب وإخفاء النقص.

الخلاصة:

لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم او السنة النبوية يحرم ارتداء الباروكة، لذلك فان تحريمها لا يعتبر من الامور القطعية في الشريعة الاسلامية, كما ان الباروكة ليست من انواع الوصل المحرم، ويجوز استخدام الاشياء المباحة لتغطية العيوب واخفاء النقائص، والباروكة تعتبر من الاشياء المباحة.

أضف تعليق