هل يجوز لبس الباروكة للزوج؟
المقدمة:
يعتبر لبس الباروكة للزوج من الأمور التي أثارت الجدل بين العلماء، حيث ذهب بعضهم إلى تحريمه، بينما أجازه آخرون بشروط وضوابط معينة. وفي هذا المقال، سوف نلقي الضوء على حكم لبس الباروكة للزوج، مستعرضين الأدلة الشرعية التي استند إليها كل فريق من العلماء، مع بيان الشروط والضوابط التي يجب مراعاتها في حالة الإباحة.
أولاً: الأدلة الشرعية على تحريم لبس الباروكة للزوج:
1. قال الله تعالى في سورة النور: “ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن…”، وقد فسر العلماء هذه الآية بأنها تدل على وجوب ستر المرأة لزينة شعرها عن الرجال الأجانب، ومن باب أولى عن الزوج.
2. ورد في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يجوز للمرأة أن تلبس الشعر المستعار”، وقد فسره العلماء بأنه يعني بالإجماع تحريم لبس الباروكة للزوجة، لأنه يعتبر من الزينة التي لا يجوز إظهارها إلا للزوج.
3. أجمع العلماء على تحريم لبس الباروكة للزوجة إذا كانت مصنوعة من شعر امرأة أخرى، وذلك لأن ذلك يعتبر من الغش والتدليس، حيث أن الزوج يتزوج المرأة على أساس أنها تمتلك شعرًا طبيعيًا، بينما هي في الحقيقة ترتدي باروكة.
ثانيًا: الأدلة الشرعية على إباحة لبس الباروكة للزوج:
1. قال الله تعالى في سورة البقرة: “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”، وقد فسر العلماء هذه الآية بأنها تدل على وجوب معاملة الزوجة بالمعروف، ومن باب المعروف السماح لها بلبس الباروكة إذا كانت تعاني من مشاكل صحية أو نفسية تمنعها من إظهار شعرها الطبيعي.
2. ورد في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يحرم الحلال إلا الحرام”، وهذا يعني أن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يجوز تحريمها إلا بدليل شرعي صريح. وبما أنه لا يوجد دليل شرعي صريح يحرم لبس الباروكة للزوجة، فإن الأصل هو إباحته.
3. أجمع العلماء على إباحة لبس الباروكة للزوجة إذا كانت مصنوعة من شعرها الطبيعي، وذلك لأنها في هذه الحالة لا تعتبر من الزينة التي لا يجوز إظهارها إلا للزوج.
ثالثًا: الشروط والضوابط التي يجب مراعاتها في حالة إباحة لبس الباروكة للزوج:
1. يجب أن يكون لبس الباروكة للزوجة بحاجة أو ضرورة، مثل وجود مشاكل صحية أو نفسية تمنعها من إظهار شعرها الطبيعي.
2. يجب أن تكون الباروكة مصنوعة من شعرها الطبيعي، أو من شعر امرأة متوفاة، أو من شعر حيوان مباح أكله.
3. يجب أن تكون الباروكة محتشمة ولا تثير الفتنة، وأن لا تكون متبرجة أو مزخرفة بطريقة تجعلها تبرز عن الشعر الطبيعي.
رابعًا: الحكمة من تحريم لبس الباروكة للزوجة:
1. حفظ كرامة المرأة ومنعها من أن تكون محلًا للسخرية والازدراء.
2. منع الفتنة والفساد الأخلاقي في المجتمع.
3. حماية الزوج من الغش والتدليس، حيث قد يتزوج امرأة على أساس أنها تمتلك شعرًا طبيعيًا، بينما هي في الحقيقة ترتدي باروكة.
خامسًا: حكم لبس الباروكة للزوجة في حالة سقوط شعرها بسبب المرض:
1. إذا سقط شعر الزوجة بسبب المرض، فإن الأصل هو إباحة لبس الباروكة، وذلك لأنها في هذه الحالة تكون بحاجة ماسة إلى تغطية شعرها.
2. يجب أن تكون الباروكة محتشمة ولا تثير الفتنة، وأن لا تكون متبرجة أو مزخرفة بطريقة تجعلها تبرز عن الشعر الطبيعي.
3. يجب أن لا يترتب على لبس الباروكة أي ضرر على صحة الزوجة أو بشرتها.
سادسًا: حكم لبس الباروكة للزوجة في حالة الصلع الوراثي:
1. إذا كانت الزوجة تعاني من الصلع الوراثي، فإن الأصل هو إباحة لبس الباروكة، وذلك لأنها في هذه الحالة تكون بحاجة ماسة إلى تغطية شعرها.
2. يجب أن تكون الباروكة محتشمة ولا تثير الفتنة، وأن لا تكون متبرجة أو مزخرفة بطريقة تجعلها تبرز عن الشعر الطبيعي.
3. يجب أن لا يترتب على لبس الباروكة أي ضرر على صحة الزوجة أو بشرتها.
سابعًا: حكم لبس الباروكة للزوجة في حالة الرغبة في التجميل:
1. الأصل هو تحريم لبس الباروكة للزوجة في حالة الرغبة في التجميل، وذلك لأنها في هذه الحالة لا تكون بحاجة أو ضرورة لارتدائها.
2. قد يجوز لبس الباروكة في حالة الرغبة في التجميل إذا كانت الزوجة تعاني من مشاكل نفسية بسبب تساقط شعرها أو صلعها، بشرط أن تكون الباروكة محتشمة ولا تثير الفتنة، وأن لا تكون متبرجة أو مزخرفة بطريقة تجعلها تبرز عن الشعر الطبيعي.
3. يجب أن لا يترتب على لبس الباروكة أي ضرر على صحة الزوجة أو بشرتها.
الخاتمة:
وبناءً على ما سبق، فإن حكم لبس الباروكة للزوج يختلف بحسب الظروف والملابسات. فإذا كانت الزوجة تعاني من مشاكل صحية أو نفسية تمنعها من إظهار شعرها الطبيعي، أو إذا سقط شعرها بسبب المرض أو الصلع الوراثي، فإن الأصل هو إباحة لبس الباروكة، بشرط أن تكون محتشمة ولا تثير الفتنة، وأن لا تكون متبرجة أو مزخرفة بطريقة تجعلها تبرز عن الشعر الطبيعي. أما إذا كانت الزوجة ترتدي الباروكة فقط من أجل التجميل، فإن الأصل هو تحريمه، إلا في حالات معينة، مثل وجود مشاكل نفسية بسبب تساقط الشعر أو صلعه.