مقدمة:
عيد الميلاد هو أحد الأعياد المسيحية التي يتم الاحتفال بها في 25 ديسمبر من كل عام للاحتفال بميلاد المسيح، ويعتبر هذا العيد من أهم الأعياد المسيحية وأكثرها شعبية حول العالم، حيث يحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم بطرق مختلفة، ولكن هناك جدل كبير حول حكم الاحتفال بعيد الميلاد بين المسلمين، حيث يرى بعض العلماء أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد الميلاد لأنه من أعياد الكفار، بينما يرى البعض الآخر أنه لا حرج في الاحتفال به لأنه مجرد مناسبة اجتماعية لا تتعلق بالعقيدة.
1. أصل الاحتفال بعيد الميلاد:
– يعود أصل الاحتفال بعيد الميلاد إلى الديانات الوثنية القديمة، حيث كان يحتفل به في العديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة الرومانية واليونانية باعتباره عيدًا لشمس الشتاء أو عيدًا لميلاد الإله الأقوى.
– وفي القرن الرابع الميلادي، قرر البابا غريغوريوس الثالث عشر تحديد يوم 25 ديسمبر للاحتفال بعيد الميلاد، وكان ذلك بناءً على حسابات فلكية.
– ومع مرور الوقت، أصبح عيد الميلاد أحد أهم الأعياد المسيحية وأكثرها شعبية حول العالم، حيث يحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم بطرق مختلفة.
2. حكم الاحتفال بعيد الميلاد في الإسلام:
– لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم الاحتفال بعيد الميلاد، ولكن هناك العديد من الآراء الفقهية المختلفة حول حكم الاحتفال بهذا العيد.
– يرى بعض العلماء أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد الميلاد لأنه من أعياد الكفار، ويستدلون على ذلك بالآية القرآنية التي تقول: {وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَظَلُّوا عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [الأنعام: 116].
– يرى بعض العلماء الآخرين أنه لا حرج في الاحتفال بعيد الميلاد لأنه مجرد مناسبة اجتماعية لا تتعلق بالعقيدة، ويستدلون على ذلك بالآية القرآنية التي تقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
3. موقف العلماء المعاصرين من الاحتفال بعيد الميلاد:
– يرى معظم العلماء المعاصرين أنه لا حرج في الاحتفال بعيد الميلاد إذا كان الغرض منه هو التواصل الاجتماعي وتبادل الهدايا والتهاني، بشرط ألا يتضمن ذلك أي مظاهر من مظاهر الشرك بالله أو التقليد لأهل الكتاب.
– يرى بعض العلماء أنه يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد الميلاد إذا كان ذلك من باب المجاملة لأهل الكتاب أو من باب إدخال السرور عليهم، بشرط ألا يتضمن ذلك أي مظاهر من مظاهر الشرك بالله أو التقليد لأهل الكتاب.
– يرى بعض العلماء أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد الميلاد مطلقًا، بغض النظر عن الغرض من ذلك، ويستدلون على ذلك بالآية القرآنية التي تقول: {وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً} [البقرة: 96].
4. حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد:
– يرى بعض العلماء أنه يجوز للمسلمين تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد إذا كان ذلك من باب المجاملة أو من باب إدخال السرور عليهم، بشرط ألا يتضمن ذلك أي مظاهر من مظاهر الشرك بالله أو التقليد لأهل الكتاب.
– يرى بعض العلماء الآخرين أنه لا يجوز للمسلمين تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد مطلقًا، بغض النظر عن الغرض من ذلك، لأن ذلك يعد من قبيل تعظيم شعائر الكفار.
– يرى بعض العلماء أنه لا حرج في تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد إذا كان ذلك مجرد تهنئة بالعام الجديد، بشرط ألا يتضمن ذلك أي مظاهر من مظاهر الشرك بالله أو التقليد لأهل الكتاب.
5. موقف دار الإفتاء المصرية من الاحتفال بعيد الميلاد:
– في عام 2016، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تجيز للمسلمين الاحتفال بعيد الميلاد إذا كان ذلك من باب التواصل الاجتماعي وتبادل الهدايا والتهاني، بشرط ألا يتضمن ذلك أي مظاهر من مظاهر الشرك بالله أو التقليد لأهل الكتاب.
– وقد جاء في نص الفتوى: “لا حرج على المسلم في تهنئة النصارى بميلاد المسيح عليه السلام، كما لا حرج في مشاركتهم الاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد، وذلك لتعزيز أواصر المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد”.
6. موقف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من الاحتفال بعيد الميلاد:
– في عام 2017، أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فتوى تحر