هل الزاني لا تقبل صلاته 40 يوم

هل الزاني لا تقبل صلاته 40 يوم

مقدمة:

الإسلام دينٌ متكاملٌ، وقد شرع الله تعالى فيه أحكاماً خاصة بالعبادات والمعاملات، ومن أهم هذه العبادات الصلاة، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد فرضها الله تعالى على عباده خمس مرات في اليوم والليلة، وللصلاة آداب وشروط، ومن أهم هذه الشروط طهارة البدن والثياب والمكان، وكذلك الخشوع والطمأنينة في الصلاة، ومن المعلوم أن الزنا من الكبائر، وقد نهى الله تعالى عنه وجعله من المحرمات، فهل صلاة الزاني مقبولة أم لا؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

هل الزاني لا تقبل صلاته 40 يومًا؟

اختلف العلماء في مسألة قبول صلاة الزاني، فذهب جمهور العلماء إلى أن صلاة الزاني لا تُقبل منه أربعين يومًا، واستدلوا على ذلك بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من زنى فلا تقبل له صلاة أربعين صباحًا، إلا أن يتوب)، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى حرامًا لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا، إلا أن يتوب)، وحديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى حرامًا لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة).

حكمة عدم قبول صلاة الزاني 40 يومًا:

إن حكمة عدم قبول صلاة الزاني 40 يومًا هي زجره وردعه عن الزنا، وتشديد العقوبة عليه، حتى يتوب إلى الله تعالى ويندم على ما فعله، ويستقيم على طريق الصلاح، فإن الزنا من الكبائر التي لها آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، فهو يؤدي إلى تفشي الفاحشة والفساد، وينشر الأمراض، ويضيع الأنساب، ويجلب غضب الله تعالى ونقمته.

الزنا من أكبر الكبائر:

الزنا من أكبر الكبائر، وقد نهى الله تعالى عنه وجعله من المحرمات، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من النصوص التي تحذر من الزنا وتتوعد مرتكبيه بالعقاب الشديد، ومن هذه النصوص قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32]، وقوله تعالى: {وَالزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2]، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).

آثار الزنا وخيمة على الفرد والمجتمع:

للزنا آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، فهو يؤدي إلى تفشي الفاحشة والفساد، وينشر الأمراض، ويضيع الأنساب، ويجلب غضب الله تعالى ونقمته، ومن هذه الآثار:

– تفشي الفاحشة والفساد: يؤدي الزنا إلى تفشي الفاحشة والفساد في المجتمع، وذلك لأن الزاني لا يكتفي بارتكاب الزنا لنفسه، بل يحاول إغراء الآخرين على ارتكابه، وينشر الرذيلة بينهم، مما يؤدي إلى انتشار الفاحشة والفساد في المجتمع.

– نشر الأمراض: ينشر الزنا الأمراض بين الناس، وذلك لأن الزاني قد ينقل الأمراض الجنسية إلى شريكه، وشريكه قد ينقلها إلى شريك آخر، وهكذا، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض بين الناس.

– ضياع الأنساب: يؤدي الزنا إلى ضياع الأنساب، وذلك لأن الزاني قد ينجب أطفالاً من الزنا، وهؤلاء الأطفال لا يعرفون آباءهم الحقيقيين، مما يؤدي إلى ضياع الأنساب.

– غضب الله تعالى ونقمته: يجلب الزنا غضب الله تعالى ونقمته، وذلك لأن الزنا من الكبائر التي نهى الله تعالى عنها وجعلها من المحرمات، ومن فعلها فقد عرض نفسه لغضب الله تعالى ونقمته.

توبة الزاني:

إذا تاب الزاني إلى الله تعالى توبة نصوحًا، فإن الله تعالى يقبل توبته ويغفر له ذنبه، ويتوب الله على من تاب، ومن شروط التوبة النصوح أن يندم الزاني على ما فعله، وأن يعزم على عدم العودة إليه أبدًا، وأن يفعل أعمالًا صالحة تكفر عن ذنبه، ومن أهم هذه الأعمال الصالحة الصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة والصدقة والذكر والدعاء.

خاتمة:

وفي نهاية هذا المقال، نكون قد تعرفنا على حكم صلاة الزاني، وحكمة عدم قبول صلاته 40 يومًا، وآثار الزنا على الفرد والمجتمع، وكيفية توبة الزاني، نسأل الله تعالى أن يرزقنا التوبة النصوح، وأن يحفظنا من الزنا ومن جميع المحرمات.

أضف تعليق