هل تقبل توبة الزاني بمحرم

هل تقبل توبة الزاني بمحرم

هل تقبل توبة الزاني بمحرم؟

مقدمة:

إن الزنا من كبائر الذنوب التي نهى الله عنها ورسوله، وقد حذرنا الله تعالى من الوقوع في هذه المعصية الكبيرة، فقال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32]. والزنا بمحرم من أشد أنواع الزنا حرمة، وهو من الكبائر التي لا تغتفر إلا بالتوبة النصوح، وفي هذا المقال سوف نتناول مسألة توبة الزاني بمحرم بالتفصيل.

أولاً: تعريف الزنا بمحرم:

الزنا بمحرم هو الزنا الذي يقع بين شخصين تربطهما علاقة محرمية، مثل: الزنا بين الأب وابنته، أو بين الأخ وأخته، أو بين العم وابنة أخيه، أو بين الخال وابنة أخته، وهكذا. والزنا بمحرم من أشد أنواع الزنا حرمة، وهو من الكبائر التي لا تغتفر إلا بالتوبة النصوح.

ثانيًا: عقوبة الزنا بمحرم:

عقوبة الزنا بمحرم في الشريعة الإسلامية هي الرجم حتى الموت، وذلك لقول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمَا بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2]. وقد أجمع العلماء على أن عقوبة الزاني بمحرم هي الرجم حتى الموت، ولا خلاف بينهم في ذلك.

ثالثًا: شروط توبة الزاني بمحرم:

توبة الزاني بمحرم مقبولة عند الله تعالى، ولكنها مشروطة بشروط، وهي:

1. الإقلاع عن الزنا تمامًا وعدم العودة إليه أبدًا.

2. الندم الشديد على ما اقترفه من ذنب.

3. العزم الأكيد على عدم العودة إلى الزنا مهما كانت الظروف.

4. التوبة النصوح التي تشمل الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة.

5. أداء الكفارات المقررة شرعًا، مثل: الصيام والصدقة والحج والعمرة.

رابعًا: آثار توبة الزاني بمحرم:

توبة الزاني بمحرم لها آثار عظيمة، ومن هذه الآثار:

1. مغفرة الله تعالى للذنوب، لقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].

2. رفع العذاب عن التائب، لقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110].

3. دخول الجنة، لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].

خامسًا: توبة الزاني بمحرم في حال الحمل:

إذا تاب الزاني بمحرم في حال الحمل، فإن التوبة مقبولة منه، ولكن عليه أن يتحمل مسؤولية الحمل والطفل الذي سيولد، ولا يجوز له أن يتخلى عن الطفل أو أن يقتله، لقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْأً كَبِيرًا} [الإسراء: 31].

سادسًا: توبة الزاني بمحرم في حال إجباره على الزنا:

إذا أجبر الزاني على الزنا بمحرم، فإن التوبة مقبولة منه، ولا يعتبر زناً، لقوله تعالى: {إِلَّا مَا أُكْرِهْتُمْ عَلَيْهِ} [النحل: 106]. ولكن يجب على المجبور على الزنا أن يتوب إلى الله تعالى من إكراهه على الزنا، وأن يستغفره على ما اقترفه من ذنب.

سابعًا: الخاتمة:

إن الزنا بمحرم من كبائر الذنوب التي لا تغتفر إلا بالتوبة النصوح، وتوبة الزاني بمحرم مقبولة عند الله تعالى، ولكنها مشروطة بشروط، وهي: الإقلاع عن الزنا تمامًا وعدم العودة إليه أبدًا، والندم الشديد على ما اقترفه من ذنب، والعزم الأكيد على عدم العودة إلى الزنا مهما كانت الظروف، والتوبة النصوح التي تشمل الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة، وأداء الكفارات المقررة شرعًا. وتوبة الزاني بمحرم له آثار عظيمة، منها: مغفرة الله تعالى للذنوب، ورفع العذاب عن التائب، ودخول الجنة.

أضف تعليق