هل السرقة تبطل الصيام

هل السرقة تبطل الصيام

مقدمة:

الصيام عبادة عظيمة لها أجر كبير عند الله تعالى وقد فرض الله الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شروط وأحكام الصيام، ومن الأمور التي قد يقع فيها المسلم في هذا الشهر الكريم هي السرقة، فهل السرقة تبطل الصيام؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

1. حكم السرقة في الإسلام:

السرقة في الإسلام من الكبائر التي حرمها الله تعالى ونهى عنها، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم}، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع يد السارق، وقال: “لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده”، فكما نرى فإن السرقة محرمة في الإسلام وهي من الكبائر التي يعاقب عليها شرعاً.

2. هل السرقة تبطل الصيام؟

اختلف الفقهاء في حكم السرقة وهل تبطل الصيام أم لا، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن السرقة لا تبطل الصيام، وإن كانت كبيرة من الكبائر، وقالوا إن السرقة لا تكون مفسدة للصوم وإنما هي مفسدة للصيام. الأعمال الصالحة بشكل عام، واستدلوا على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر السرقة ضمن المفطرات التي تبطل الصيام، وأن الصيام عبادة بدنية محضة لا تتأثر بالأعمال القلبية أو الجوارح.

3. السرقة تفسد الصيام:

ويرى بعض الفقهاء أن السرقة تفسد الصيام وإن لم تبطله، وقالوا إن السرقة كبيرة من الكبائر وهي منافية لحكمة الصيام ومقاصده، لأن الصيام عبادة تزكي النفس وتطهرها من الذنوب والخطايا، والسرقة عمل محرم ينافي ذلك، واستدلوا على ذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، فكما نرى فإن السرقة تفسد الصيام وإن لم تبطله.

4. السرقة والنية:

اتفق الفقهاء على أن السرقة تبطل الصيام إذا اقترنت بها النية، فإذا سرق المسلم شيئًا وهو صائم عمدًا وقصدًا فإن صيامه يبطل، لأن السرقة في هذه الحالة تعد مفطرة من المفطرات التي حددها الشرع، أما إذا سرق المسلم شيئًا وهو صائم ولكن دون عمد أو قصد، مثل أن يسرق شيئًا عن طريق الخطأ أو النسيان، فإن صيامه لا يبطل، لأن السرقة في هذه الحالة لا تعد مفطرة من المفطرات التي حددها الشرع.

5. السرقة والتوبة:

إذا سرق المسلم شيئًا وهو صائم وتاب إلى الله تعالى فإن صيامه لا يبطل، ولكن عليه أن يعيد ذلك الشيء المسروق إلى صاحبه أو أن يرضيه عنه، لأن السرقة كبيرة من الكبائر ولا يكفي التوبة منها فقط بل يجب رد المظالم إلى أهلها، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيکم العذاب ثم لا تنصرون}، فكما نرى فإن التوبة من السرقة واجبة ولكنها لا تكفي وحدها بل يجب رد المظالم إلى أهلها.

6. حكم السرقة في رمضان:

تعتبر السرقة في شهر رمضان المبارك من الكبائر التي يعاقب عليها شرعاً، وقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقوبة السرقة في هذا الشهر الكريم، فقال: “من سرق في رمضان فليعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينًا”، فكما نرى فإن عقوبة السرقة في رمضان أشد من عقوبتها في غيره من الشهور، وذلك لأن السرقة في هذا الشهر الكريم تعد من الظلم العظيم لأنها تعد اعتداءً على حرمة هذا الشهر الفضيل.

7. السرقة والإفطار:

إذا سرق المسلم شيئًا وهو صائم ثم أفطر فإن صيامه يبطل، لأن الإفطار في شهر رمضان المبارك يعد من المفطرات التي حددها الشرع، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}، فكما نرى فإن الإفطار في رمضان يعد مفطرًا من المفطرات التي حددها الشرع.

الخاتمة:

السرقة في الإسلام من الكبائر التي حرمها الله تعالى ونهى عنها، وهي تفسد الصيام وإن لم تبطله، وإذا سرق المسلم شيئًا وهو صائم عمدًا وقصدًا فإن صيامه يبطل، أما إذا سرق شيئًا عن طريق الخطأ أو النسيان فإن صيامه لا يبطل، وإذا سرق المسلم شيئًا وهو صائم وتاب إلى الله تعالى فإن صيامه لا يبطل، ولكن عليه أن يعيد ذلك الشيء المسروق إلى صاحبه أو أن يرضيه عنه، وتعتبر السرقة في شهر رمضان المبارك من الكبائر التي يعاقب عليها شرعاً، وإذا سرق المسلم شيئًا وهو صائم ثم أفطر فإن صيامه يبطل.

أضف تعليق