هل العادة سرية حرام في شهر رمضان

# **هل العادة السرية حرام في شهر رمضان؟**

إن شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وفيه يتضاعف أجر الحسنات وتُكفّر السيئات، لذلك يحرص المسلمون على أداء العبادات والطاعات، ويبتعدون عن كل ما قد ينقص من أجورهم أو يبطل صيامهم. ومن بين الأسئلة التي تطرح في هذا الشهر الكريم: هل العادة السرية حرام في شهر رمضان؟

## **حكم العادة السرية في رمضان**

اتفق الفقهاء على أن العادة السرية حرام في شهر رمضان، سواء أكانت في نهاره أم ليله، سواء أكانت قبل الإفطار أم بعده، لأنها من المفطرات التي تنقض الصوم، قال تعالى: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل”.

## **أدلة تحريم العادة السرية في رمضان**

1. أن العادة السرية تُفطر الصائم، لأنها تُخرج المني الذي هو من نواقض الصوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة بمني”.
2. أن العادة السرية تُضعف الصائم، وتُلهيه عن العبادة، قال تعالى: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.
3. أن العادة السرية تُخالف مقاصد الصيام، وهي التقوى والخشية من الله تعالى، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

## **العلاقة بين العادة السرية والجماع**

العادة السرية والجماع كلاهما من المفطرات التي تنقض الصوم، ولكن هناك فرق بينهما في الحكم، فالجماع حرام في نهار رمضان، سواء أكانت العادة السرية حرامًا أم لا، أما العادة السرية فهي حرام سواء في نهار رمضان أم ليله.

## **العادة السرية والوضوء**

العادة السرية تُوجب الوضوء، لأنها تُخرج المني الذي هو ناقض للوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من جامع أو احتلم فليتوضأ”.

## **العادة السرية والإفطار**

إذا جامع الصائم في نهار رمضان، فعليه القضاء والكفارة، أما إذا فعل العادة السرية، فعليه القضاء فقط، ولا كفارة عليه.

## **العادة السرية والتوبة**

إذا فعل الصائم العادة السرية، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يستغفره على ما فعل، وأن يعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، قال تعالى: “وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا لِلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.

## **الخاتمة**

وبهذا نكون قد بينا حكم العادة السرية في شهر رمضان، ودليله من الكتاب والسنة، والعلاقة بينها وبين الجماع، وبينها وبين الوضوء والإفطار والتوبة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا إلى صيام هذا الشهر المبارك على الوجه الذي يرضيه، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا.

أضف تعليق