هل العادة السرية قبل الفجر يبطل الصيام؟
المقدمة:
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة التي تحث على الصيام وتبين فضله وأجره العظيم، ومن الأمور التي قد يقع فيها بعض المسلمين هو ممارسة العادة السرية قبل الفجر، فهل هذا الأمر يبطل الصيام أم لا؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
أولاً: تعريف العادة السرية:
العادة السرية هي ممارسة جنسية يقوم بها الشخص بنفسه، وذلك عن طريق تحفيز الأعضاء التناسلية بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يؤدي إلى الشعور بالنشوة الجنسية والمتعة الجنسية، وقد تكون العادة السرية في بعض الأحيان مصحوبة بمشاهدة مواد إباحية أو صور أو مقاطع فيديو جنسية.
ثانيًا: حكم العادة السرية في الإسلام:
اتفق جمهور العلماء على أن العادة السرية حرام في الإسلام، وذلك لعدة أسباب، منها أنها تعتبر نوعًا من الزنا، حيث قال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32]، كما أنها تؤدي إلى إضعاف البدن وإفساد الصحة، وقد تؤدي إلى الإدمان عليها ووقوع الشخص في مشاكل نفسية واجتماعية.
ثالثًا: هل العادة السرية قبل الفجر تبطل الصيام؟
اختلف العلماء في حكم العادة السرية قبل الفجر بالنسبة للصيام، فذهب بعض العلماء إلى أنها تبطل الصيام، وذلك لأنها تعتبر إخراجًا للمني، وإخراج المني يعتبر مفطرًا، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الصائم يتقي النساء والوطء” [رواه البخاري].
وذهب بعض العلماء الآخرين إلى أن العادة السرية قبل الفجر لا تبطل الصيام، وذلك لأنها لا تعتبر إخراجًا للمني، وإنما هي مجرد عملية تحفيز للأعضاء التناسلية، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من جامع أهله فلم ينزل فلا قضاء عليه” [رواه أبو داود].
رابعًا: الراجح في حكم العادة السرية قبل الفجر:
الراجح في حكم العادة السرية قبل الفجر أنها لا تبطل الصيام، وذلك لأنها لا تعتبر إخراجًا للمني، وإنما هي مجرد عملية تحفيز للأعضاء التناسلية، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر في حديثه عن مفطرات الصيام أن العادة السرية مفطرة، ولأن العادة السرية لا تؤدي إلى إفساد الصيام ولا إلى الإخلال بشروطه وأركانه.
خامسًا: آداب الصيام:
هناك العديد من الآداب التي يجب على الصائم مراعاتها أثناء الصيام، ومن هذه الآداب:
الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من الفجر حتى المغرب.
اجتناب كل ما يفسد الصيام، مثل الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم.
الإكثار من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم.
أداء صلاة التراويح والقيام ليلًا.
الإحسان إلى الفقراء والمساكين.
سادسًا: فضل الصيام:
للصيام فضل كبير عند الله تعالى، ومن فضل الصيام:
مغفرة الذنوب والخطايا.
تكفير السيئات.
رفع الدرجات في الجنة.
حصول الصائم على أجر عظيم عند الله تعالى.
الصيام سبب لدخول الجنة.
سابعًا: الخاتمة:
وفي الختام، نؤكد على أهمية الصيام وعلى ضرورة الالتزام به، وننصح جميع المسلمين بالابتعاد عن كل ما يفسد الصيام، وبتقوى الله تعالى في أقوالهم وأفعالهم، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا صيامنا وأن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا.